كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير مسار التاريخ؟

مجال نت

لا تشبه الفكر على الإطلاق. إن قبول فكرة أن “نموذج اللغة الكبير” الذي يبدو بشرياً هو مجرد حسابات وإحصاءات لا أكثر؛ يمكن أن يؤثر على كيفية تفكير الناس في أنفسهم. لقد صوَّر فرويد نفسه على أنه استمرار للاتجاه الذي أسسه كوبرنيكوس، والذي أزال البشر من مركز الكون، وداروين الذي جردهم من مكانة خاصة وهبها الله لهم من دون بقية الحيوانات. تكمن فائدة علم النفس -كما رآها فرويد- في السعي لإثبات أن الشخص ليس سيد نفسه في بيته. ويمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يأخذ الفكرة أبعد من ذلك. يتحول منزل فرويد إلى منزل ذكي غير مأهول؛ تضيء فيه الأنوار وتنطفئ تلقائياً، ويفتح منظم الحرارة الذكي النوافذ ويسدل السائر. لا حاجة إلى سيد لهذا المنزل عل الإطلاق. ربما يكون هذا غريباً نوعاً ما؛ ولكن سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن كثيراً من الناس سيأخذون هذه الفكرة على محمل الجد. عندما يتعلق الأمر بالحياة اليومية، فقد أظهرت البشرية الكثير من المرونة في مواجهة كوبرنيكوس وداروين وفرويد، ولا يزال الناس يؤمنون بالله والأرواح وبخصوصية البشر إلى جانب اهتمامهم بالعلوم المعاصرة، ويمكنهم التكيف بسهولة مع العالم المعرفي الزائف؛ على الأقل في ما يتعلق بالجانب الفلسفي. سيدرك الناس أن شيئاً ما ليس حياً، ويتعاملون معه على هذا الأساس، ولكنَّ عدداً قليلاً من ذوي الأرواح مفرطة الحساسية سيجدون أنفسهم يحدقون في هاوية وجودية -لكنها شخصية- سببتها احتمالية أن فكرها الظاهري كله مجرد هباء.