محمود الصبيحي.. وحيرة الأقلام

كتب / د. غازي الصبيحي

 

أحببنا أن نناديه العم محمود أنه الجنرال اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي الرجل الذي احتارت به أقلامنا.. ماذا نكتب عنه؟ بماذا نصفه؟ انه معدن نادر في الرجولة والشجاعة والمواقف البطولية.

كثيراً ما حدثنا عنه أبناءنا وعن بطولاته حتى صاروا يتغنون بمكارم أخلاقه ونبله وشجاعته حتى أضحت الشجاعة هي التي تفتخر أن ترتبط باسمه.

لم نتوقف عن ذكره في كل لحظة مرت وهو في الأسر بطلاً شامخاً، نحبه دون أن نعرفه ودون أن نجلس معاه وجهاً لوجه، يحبه العدو قبل الصديق والقريب قبل البعيد، عرفتنا الشعوب بلقبه الذي أصبح فخر لكل صبيحي ينتمي الى هذه الأرض الطيبة التي أنجبت رجال أمثاله.

حقيقة إن الأرض التي يسير عليها تعتز به، وإن التراب الذي يتوسد عليه يفاخر به.. وضرب لنا مثلاً في عفة النفس ونقاءها وجوهرها الأصيل، وعرف بين الرجال بالحق كما قال الإمام على بن أبى طالب عليه السلام وكرم الله وجهه "يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال" 
خرج من أسره يعانقه السجان حباً واجلالاً، واستقبل استقبال العظماء بين أبناء وأخوته ورجاله، خرج من أسره ليعود الى عرينه كالأسد الضرغام.. كسر كل البرتوكولات ليعود رافعاً الهامة على تراب أرضه بين احباءه، ترك رغد العيش وراء ظهره والتفت الى أهلة وربعه وعانقهم بكل مودة وتواضع.. ما أعظم مواقفك وما أبسطها أيها الرجل الذي نال اسمه منه نصيب.

لا نكتب عنه بصفته العسكرية، ولكن نكتب عنه بكون الإنسان والوالد والقريب وسنظل نذكره وندون مواقفة الشجاعة لتكون مصدر للالهام والقدوة في الرجولة والشجاعة ودماثة الخلق النبيل.

بحثت ولم أجد قلماً ينتقده ولأول مرة وانا اكتب احترت كثيراً في اختيار مفردات تليق بهذا الرجل الكبير.. ونقول له حمداً لله على سلامتك بين أهلك ومحبيك وعودة حميدة يا عم محمود.