العدالة الانتقالية والإعلام… محور ندوة نظمتها مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية حقوق الإنسان بعدن"

مجال نت

عدن - نائلة هاشم


نظم اليوم بالعاصمة عدن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن ندوة  بعنوان العدالة الانتقالية والاعلام . بمشاركة عدد من الصحفيين والحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع المدني.

وخلال الندوة، ألقى ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن، السيد أحمد سليمان، كلمة رحب فيها بالحاضرين جميعا، معبرا عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء التشاوري المتخصص بالعدالة الانتقالية.
وأوضح سليمان أن العدالة الانتقالية تعبر في جوهرها عن قدرة المجتمعات على التصالح مع الماضي والمضي قدما نحو مستقبل أفضل، مشيرا إلى أن ذلك يعتمد أولا على كيفية النظر إلى التجارب السابقة، خصوصا في المجتمعات التي مرت بصراعات وحروب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
و أضاف أن قضايا العدالة الانتقالية ترتكز بشكل رئيسي على الحقيقة والمساءلة والمصالحة، باعتبارها أدوات أساسية لمراجعة الماضي وفهم ما جرى لضمان عدم تكراره.
وأكد ممثل المفوضية أن للصحفيين دورا محوريا في هذه العملية، من خلال عملهم المهني في توثيق الأحداث وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، وبناء الذاكرة الجمعية للمجتمع إلى جانب الذاكرة الفردية لكل من تأثر بتلك الأحداث.
وأشار إلى أن الصحافة المحترفة تسهم في توعية المجتمع بما حدث، و تبصيره بمسارات المساءلة والعدالة الانتقالية، من خلال إبراز القضايا الإنسانية والحقوقية بصورة صادقة ومسؤولة.

من جانبه، اشار الأخ/ أيمن محمد ناصر في كلمته نيابة عن وكيل وزارة الإعلام والثقافة والسياحة إلى أهمية هذا اللقاء الحافل، الذي يتناول العديد من المحاور المتعلقة بالعدالة الانتقالية، مؤكدا على أهمية الدور الحيوي والمحوري للإعلام في هذه العملية، باعتباره ركيزة أساسية في مرحلة المصالحة الوطنية وبناء سلام مستدام.
و شدد ايمن على ضرورة أن يكون الدور الإعلامي ملتزما و مسؤولا، نظرا لأن الهدف من العدالة الانتقالية هو تحقيق المصالحة الوطنية وطي صفحات الماضي، وليس إعادة إنتاج الصراعات ،و بناء سردية وطنية جامعة لا تقوم على التمزق والانقسام، بل تسهم في ترسيخ قيم التعايش والسلام، وذلك بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني.

من جانب آخر، تحدث الأستاذ ناصر الشعيبي، منسق ومسؤول مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عدن، مؤكدا أن الإعلام يشكل شريكا أساسيا في إرساء العدالة الانتقالية عبر دوره في كشف الحقيقة وتعزيز مبادئ العدالة وجبر الضرر.
وأوضح الشعيبي أن الإعلام ليس مجرد ناقل للأحداث، بل هو أداة محورية للتوثيق والمساءلة، من خلال إبراز الحقائق المرتبطة بالانتهاكات، وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، ونقل أصواتهم إلى الجهات المعنية، بما يسهم في اتخاذ إجراءات فعّالة لمعالجة تلك الانتهاكات.

وقد قدمت العديد من أوراق العمل الورقة الأولى قدمها المحامي جسار مكاوي حول مقدمة في العدالة الانتقالية و مساراتها.
الورقة الثانية قدمها الميسر علوي السقاف عن دور الإعلام في التوثيق وإنتاج المواد الصحفية الحقوقية والتعامل المهني مع قضايا الضحايا.
الورقة الثالثة قدمها عيدروس باحشوان نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، واستعرض فيها أبرز التحديات التي يواجهها الصحفيون خلال تغطية قضايا العدالة الانتقالية.

حضر الورش مسؤول مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في  عدن السيد  بدار فاروق عدد من الإعلاميين و الصحفيين وممثلي عن منظمات المجتمع المدني و حقوقين واخرون .