#إثيوبيا.. ثوران بركان "هايلي غوبّي" لأول مرة منذ 10 آلاف عام
شهد شمال شرقي إثيوبيا، صباح أمس الأحد، حدثا جيولوجيا نادرا إثر ثوران بركان هايلي غوبّي في إقليم عفر، وذلك للمرة الأولى منذ نحو 10 آلاف عام، وفق ما أكدته مراكز المراقبة الدولية وصور الأقمار الاصطناعية.
ويعد هذا الثوران أحد أبرز الانبعاثات البركانية المفاجئة المسجّلة في شرق إفريقيا خلال العقود الأخيرة، نظرا لطول فترة خمول البركان وموقعه النائي ضمن واحدة من أكثر المناطق قسوة على سطح الأرض.
بدأ الثوران نحو الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت العالمي، حيث اندفع عمود ضخم من الرماد إلى ارتفاع يتراوح بين 10 و15 كيلومترا قبل أن يتجه شرقا نحو البحر الأحمر، دافعا سحبا كثيفة من الدخان وثاني أكسيد الكبريت.
وأكد مركز «تولوز» لمراقبة رماد البراكين أن الانفجار كان مفاجئا، وأن المؤشرات الأولية تُظهر نشاطا كبيرا في أعماق القشرة الأرضية أدى إلى دفع الماغما إلى السطح في منطقة تُعد من أكثر المناطق غموضا من الناحية الجيولوجية.
ويقع بركان هايلي غوبّي على بُعد 15 كيلومترا جنوب شرقي بركان إرتا ألي النشط، ضمن منخفض داناكيل، وهو واحد من أكثر الأماكن حرارة وجفافا على مستوى العالم، فضلا عن كونه شبه خالٍ من السكان.
وقد أسهم هذا الموقع المعزول في عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية، بحسب ما أكد خبراء البراكين الذين وصفوا المنطقة بأنها «صحراء قاسية نادرا ما تطأها قدم بشر».
ورغم عدم وجود تأثيرات مباشرة على الأرض، أثار عمود الرماد الذي ارتفع إلى عشرات آلاف الأقدام قلق سلطات الطيران المدني في المنطقة، إذ يمكن للرماد البركاني إلحاق أضرار جسيمة بمحركات الطائرات، ولذلك أُصدرت تحذيرات للمسارات الجوية وسط مراقبة دقيقة لحركة الرياح التي قد تنقل الرماد إلى مسافات أبعد.
وقبيل الثوران بدقائق، سُجلت هزة أرضية صغيرة في المنطقة يُعتقد أنها ناتجة عن تحرك الماغما صعودا، في مؤشر إلى النشاط العميق للصدع الجيولوجي في إقليم عفر.
ويرى الباحثون أن هذا الحدث يشكل فرصة استثنائية لدراسة «اليقظة البركانية» بعد صمت امتد آلاف السنين، باستخدام تقنيات المراقبة الفضائية التي تُعد الوسيلة الأكثر فعالية في منطقة شديدة الوعورة يصعب الوصول إليها ميدانيا.
ويُتوقع أن تتواصل مراقبة الانبعاثات البركانية خلال الأيام المقبلة، وسط تقديرات بأن النشاط قد يهدأ تدريجيا، فيما تبقى الأسئلة العلمية مفتوحة حول مستقبل هذا البركان الذي خرج فجأة من سباته العميق.


