جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبو ظبي
في لوحةٍ تنبض بالأصالة وتفيض بالجمال، تألق جناح محافظة سقطرى في مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي بمنطقة الوثبة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، مجسّدًا هوية الجزيرة الفريدة التي تجمع بين سحر الطبيعة، وعبق التاريخ، وروح الإنسان السقطري المبدع.
لقد برز الجناح السقطري هذا العام، الذي أشرف عليه إدارة الفعاليات بشركة المثلث الشرقي القابضة، بحضور لافت ومشاركة نوعية عكست عمق الإرث الثقافي والحضاري للأرخبيل، وقدّم صورة مشرّفة عن موروثه الفني والبيئي المتنوع، في مشهدٍ ثقافيٍ يرسّخ مكانة سقطرى كجوهرةٍ عربيةٍ نابضة بالحياة، ومقصدٍ واعدٍ في خريطة السياحة والتراث العالمية.
رحلة إلى قلب سقطرى
اصطحب الجناح زوّاره في رحلةٍ بصريةٍ وروحيةٍ إلى قلب الجزيرة، حيث تتجاور الحرف اليدوية المصنوعة من سعف النخيل، وصوف الضأن، والفخاريات المتزينة بلمساتٍ من شجرة دم الأخوين، كرمز الحياة والخلود في الوجدان السقطري.
وتعالت الأهازيج من الفرقة الرجالية للفن الشعبي الشَّبِّي، فيما أضفت فرقة الرومانسيات النسائية نغمتها الرقيقة على الأجواء، لتتبعها عروض الأطفال الفلكلورية التي حملت براءة الطفولة وصدق الانتماء.
وفي ركنٍ آخر، وقف الرسام السقطري بريشته يوثّق الملامح الساحرة للجزيرة جبالها، ووديانها، وشواطئها، وأشجارها النادرة لتتحول لوحاته إلى نوافذ تُطل على جنة سقطرى كما لم تُرَ من قبل.
إبداع بصري وسحر بيئي
ويضم الجناح معرضاً للصور الطبيعية يوثق جمال الأرخبيل بجباله ووديانه ونباتاته النادرة، فيما يتوسطه مجسم فني لشجرة دم الأخوين صُمم بإتقان ليكون محور الجمال البصري للجناح، ومعبّرًا عن هوية الجزيرة البيئية الفريدة.
أما تصميم الجناح، فقد حمل روح الجزيرة في تفاصيله الدقيقة، حيث تماهت الألوان الترابية مع الأخشاب الطبيعية لتروي حكاية انسجام الإنسان السقطري مع بيئته.
ولم تقتصر المشاركة على الفن والجمال فحسب، بل ضمّ الجناح ركنًا للأعشاب السقطرية، والعسل السقطري الأصيل، إضافة إلى عرض الرحى التقليدية، ومعاصر النباتات الطبية والتجميلية التي تشتهر بها الجزيرة عالمياً، لتكتمل الصورة بين التراث والشفاء والجمال الطبيعي.
وشارك في الفعاليات، رئيس مركز اللغة السقطرية للدراسات والبحوث، الدكتور نوح العليمي، حيث قدّم تعريفًا بالهوية اللغوية الفريدة للأرخبيل، وأبرز الجهود الأكاديمية المبذولة للحفاظ على اللغة السقطرية بوصفها كنزًا لغويًا نادرًا من تراث الإنسانية.
وعبرت الفرق المشاركة في المهرجان عن خالص شكرها وتقديرها لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحرصها الدائم في دعم مشاركة محافظة سقطرى، وإتاحة الفرصة لأبنائها للمشاركة في مثل هذه المحافل الثقافية، التي تعكس تراثهم الأصيل وثقافتهم الجميلة أمام العالم.
ومنذ افتتاح الجناح الأسبوع الماضي، حظي بإقبالٍ واسع من زوار المهرجان الذين عبّروا عن انبهارهم بما شاهدوه من عروضٍ فنيةٍ وحرفيةٍ مفعمةٍ بالروح الأصيلة..مؤكدين أن جناح سقطرى كان من أجمل وأقوى الأجنحة المشاركة في المهرجان لما يحمله من صدقٍ فني ودفءٍ إنساني.
مفاجآت قادمة وتراث يتجدد
ومن المنتظر أن يواصل جناح سقطرى خلال الأيام المقبلة تقديم سلسلة من الفعاليات الجديدة، والمفاجآت الثقافية التي ستُبرز جوانب أخرى من التراث السقطري المتنوع، ليبقى هذا الجناح نافذةً مشرعةً على عالمٍ من الجمال والدهشة.


