العميد حمدي شكري " حارس الصبيحة والجنوب وقاهر التهريب واليد التي اغلقت الباب الأخير للفوضى "
سيرة قائد غير قابلة لمحوها من الذاكرة الجمعية للوطن ولا تقبل الإنكار
توطئة :-
في سياق هذه المادة التحليلية الشارحة وعلى عدة حلقات نتناول فيها تاريخ الرجل منذُ اللحظة الأولى لتأسيسة اول نواة للمقاومة الجنوبية، ومواقف الرجل الناصعة، وحرصة على وحدة الصبيحة وأمنها وإخراجها من براثيين الاحتراب القبلي، وعدائه للحوثي مقارعته له طوال عشر سنوات،، دفاعه على الجنوب وشعبة وحمايتهم من شبكات وعصابات التهريب والفوضى الحوثية، وصولاً للتحرىر والانتصار الناجز، ومن ثم ادراكة أن معركة الاستقرار وتثبيت الأمن لاتقل أهمية عن معارك التحرير، في ظل انتشار شبكات التهريب والتقطع والقتل، وأسباب حملات التشوية والتزييف التي تشنها مطابخ المهربين والمجرمين والقتلة ضد القائد شكري من الداخل والخارج، بعدما حطم ودمر اوكارهم على طول سواحل الصبيحة، في وقت كان لايستطيع رئيس حكومة ولا حتى رئيس جمهورية الاقتراب من شبكات المافيا تلك طيلة عقود .
الحلقة ( 1 )
- مقدمة الحلقة
في زمن الفوضى والتخبط والإنكسارات، وفي زمن الخيبات التي مُنينا بها خلال السنوات الأخيرة، ومنذُ تحرير المحافظات الجنوبية، لكنه رغم كل ذلك كانت هناك أسماء لامعه ظلت تنير لنا الطريق، في زمن العتمة، وشقت لنا طرقاً للنور، من وسط النار والبارود وهدير المدافع وازيز الرصاص ، بعيداً عن طاولات المساومات والمهادنات والصفقات الإنتهازية التي كانت تُهدر احلامنا على الدوام، كان هناك أسم قائد ومقاوم شاب يتردد صداه في الإرجاء، أنه العميد والمقاوم البطل "حمدي شكري الصبيحي" وحيداً يُجلجل كإستثناء نادر. وعنواناً لنقاء قائد اسطوري لم يتلطخ بصفقات الفساد والتلوث بالمال المدنس، ولم تغريه الأموال والصفقات، ظل شامخًا يشق عُباب البحار والسهول والجبال في طريق الكفاح والدفاع عن الوطن والأرض والدين .
- العميد حمدي شكري الأسم الذي أضحى مرادفاً لتحرير الأرض والوطن ومطاردة المهربين مثلما تُطارد الذئاب
في زمن كثرت فيه الفوضى وتبدلت فيه المواقف وتاهت فيه بوصلة الكثير، برز من بين الركام قائد لا يشبه سواه ولا يشبهه أحد، مناضل ومقاوم اسطوري وبطل حميري حمل السلاح في يوم عز فيه الناصر، مشمراً عن ساعدية حين تراجع الجميع واختفوا، وقال يومها الكثير أن هذه الحرب لا تعنينا، برز هو وكان أول من جمع الصفوف من وسط دخان المعارك في مديرية تبن .
ليُخط أسمة في سجل البطولات بإحرف من نور ونار، لا تمحوها السنين ولا تطمسها حملات التحريض والتدليس والتزييف والافتراءات، التي باتت تروجها خلايا ومطابخ مليشيات الحوثي، ومعها عصابات وشبكات التهريب التي هوت اخيراً بفضل هذا الرجل الصادق، بمعنى أكثر دقة لم يحمل الرجل أي أجندات حزبية أو جهوية، ولم يساوم أو يهادن كما تفعل الأحزاب والساسة، بل أمن بالخطر الذي تمثله مليشيات الحوثي الإرهابية الكهنوتية، كما أمن بصدق وعمق أن كرامة الشعب وآمنة حق مقدس لايقبل المساومة والمهادنات .
أنه العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة - قائد الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة، من القلائل الذين حفروا أسمائهم في التاريخ العسكري وقبلها في وجدان الشعب، وأبرز القادة واكثرهم تأثيراً في معارك الدفاع عن الوطن، ومن أبرز من تصدوا للمشروع الحوثي الكهنوتي، فضلاً عن كونه القائد والشخصية الوحيدة التي اتسمت بالحكمة والشجاعة والإخلاص والصدق .
في المسافة التي تفصل بين الكلمة والرصاص وبين الميدان وصفحات التاريخ وسجلاته، يقف رجل على هيئة بندقية لا تخطئ هدفها، رجل يشبه الظل في حضورة الدائم وشبه البرق في ضرباته القاطعة .
قائد فريد من النوع الذي لا يشبه فيه غيره، ولا يشبهه الغير في أي من صفاته، حين تذكرة أو حين يُذكر فيها أسمة تفكر في الحال في أشياء ثلاثة " الصبيحة - مقاومة ومقارعة العدو الحوثي الذي لا يرتدع الا بقائد بحجم شكري وثالثاً وحتمًا تذكر البحر والساحل وشبكات التهريب" .
لقد خاض العميد حمدي شكري معارك ليست عسكرية وحسب وحتى إنسانية و لوجستية، في بيئة حادة لا تتسامح مع التردد، وكان بصورة دائمة في مقدمة الصفوف والخطوط الأمامية، مقاتلاً وقائداً ومخططاً ويشارك جنوده الساحات والميادين ويقتسم معهم الأخطار .
وظل أسمة يتردد في آذان اليمنين مشعاً كنجم سهيل في طريق مقاومة مليشيات الكهنوت، و"شكري" ليس مجرد أسم بل أيقونة الجنوب الأبرز في الشجاعة والبطولة والجهاد والصدق والوفاء والنقاء، واول من أسس لبنات اول مقاومة من إخوانه السلفيين إلى جانب المئات من إخوانه وعشيرته واهلة الصبيحة.
- أسرة نضالية تشربت بالوطنية
العميد حمدي شكري المولود في قرية الغول مديرية طورالباحة منطقة الصبيحة محافظة لحج، من أسرة نضالية عريقة، هي أسرة آل الدقم وقبيلة الشكيرة التي لها تاريخ ضارب في النضال والكفاح ضد الإمامة في الشمال وضد الاستعمار البريطاني في الجنوب، كيف لا والجد هو المناضل الصلب محمد أحمد الدقم طيب الله ثراه ورفاقه الابطال، كان رفيق درب النضال للرئيس قحطان محمد الشعبي ومستشارة، ورفيق فيصل عبداللطيف الشعبي، وبخيت مليط، وسيف الضالعي ، وثله من أعضاء قيادة الجبهة القومية شاركوا في ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م، لإسقاط حكم الكهنوت الأمامي البغيض، وبعد نجاح ثورة الجمهوريين في صنعاء عادوا بعدها لتشكيل اول خلايا الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني للجنوب، وتولى الدقم إلى جانب عبدالحميد عبدالعزيز الشعبي وآخرين مهمة تهريب السلاح من تعز للثوار في لحج وعدن عبر مناطق الصبيحة، إلى جانب استقبال الثوار في تعز وتدريبهم على حمل واستخدم الأسلحة .
أسرة عريقة تشربت بالنضال والكفاح لعقود، ورويت بحب الوطن والذود عنه، متعززة بسلاح الإنسانية والوطنية والكرامة، وارضعت ابنائها بحليب الوطنية وحب الوطن، وخرج منها المناضلين والقادة والدكاترة والمهندسين، وهكذا كان لهذا القائد نصيب وافر من هذه الكرامة والبطولة والفداء التي اختطها آبائه و اجداده منذُ ريعان شبابة وصباه، حمل في قلبه هم وطن، ليصبح اليوم أحد أبرز قادة الوطن الشرفاء .
والحق يقال أن العميد حمدي شكري لم يكن مقاوماً عاديًا بل كان روح المقاومة وقائدها، وهو من يقود أفراده لا من يعطي التعليمات من غُرف العمليات، وستظل موافقة العظيمة نبراساً ساطعاً يُدرس للأجيال القادمة .
- حمدي شكري قائد معارك التحرير ومؤسس أول مقاومة جنوبية إلى جانب رفيقه بشير المضربي
حين زحفت مليشيات الحوثي الإرهابية صوب العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، أواخر مارس العام 2015م، انهارت الدولة وفر قادتها كافة عسكريين ومدنيين، بعد أسر معالي وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي ورفاقه اللواء الركن ناصر منصور هادي والعميد الركن فيصل رجب، الذين كانوا يقودون المعارك بحراسهم الشخصيين فقط، في منطقة العند بعدما فر كل قادة الجيش ظل هولاء الثلاثة يقاتلون حتى آخر طلقة.
لحظتئذ ترنحت كل القيادات العسكرية والأمنية والسياسية واختفت من المشهد، وحتى ماكان يسمى يومها بــ "اللجان الشعبية"، وفي الوقت الذي كانت فيه عديد من القيادات تنتظر المجهول، غادر الجميع عدن، و غاصت يومها العاصمة الشرعية عدن والمحافظات الجنوبية في فوضى جارفة وعارمة.
كانت تلك من أشد اللحظات وأكثرها قتامة في التاريخ المعاصر، جماعة عنصرية إنقلابية كهنوتية تُسقط البلد لصالح المشروع الفارسي، تمددت المليشيات الانقلابية ككابوس على جغرافيا اليمن من شمالة إلى جنوبه، ومن شرقة إلى غربة، سقطت عدن عاصمة الدولة ومقر الحكم، وغادر الرئيس وتبعه الجميع، بما فيهم رجال الإعلام والصحافة، وتكسرت الدولة وقطعت أوصالها، على عتبات الخوف من القادم .
لم يّكن هناك من متسع للعميد حمدي شكري ورجال الصبيحة وإخوانه السلفيين للانتظار، خرج شكري من وسط ركام الحرب ومن وسط أزيز الرصاص كالبرق الخاطف، لم يحتج لإلقاء اي بيانات سياسية ولا عسكرية ولا لإجراء لقاءات تلفزيونية يناشد ويستجدي دعماً ومساندة، مثلما كان يفعل الآخرين من خلف الشاشات، حمل سلاحة ومضى يجمع رفاق دربه وبدأ يقاوم من ساعتها .
وقتئذ ومن وسط ذلك المشهد القاتم الذي نتذكرة بتفاصيلة الأليمة، وقف العميد حمدي شكري ومعه ثله من اخوانه الشرفاء من السلفيين ومن أبناء الصبيحة، ليؤسسوا اول نواة للمقاومة الجنوبية، ومن رماد الغزو ولدت بفضل الله ثم بفضل العميد شكري، الذي كان من اوائل الذين لبوا نداء الواجب الوطني، حينما وصلت جحافل الغزاة إلى عاصمة الشرعية، ومن ثم بفضل رفيق دربة المقاوم بشير المضربي ولدت أول مقاومة، بالسلاح والنار والدم .
وكان لهم قصب السبق في تأسيس أول مقاومة قام بتشكيلها انطلاقاً من مدينة "صبر مديرية تبن ومن مختلف مناطق الصبيحة، الذين تقاطروا معه والتفوا حولة إلى جانب رفيق دربة في الجهاد المقاوم "الإمبراطور" لقب أطلقه قادة المقاومة السلفية على العميد بشير المضربي، الذي هبط هو الأخر من غربته خارج الوطن في ليل حالك ليعود كالريح عقب سقوط العاصمة عدن في الوقت الذي كان يغادر الجنوب كل القيادات العسكرية والمدنية، كان العميد بشير يهبط هنا إلى جانب رفاق دربه، رفقه قادة آخرين شاركوهم الكفاح والجهاد، كان الشيخان حمدي وبشير بمثابة الغيث الذي احياء عُباب الأرض واعاد الأمل لمحافظة لحج والعاصمة عدن .
خاض هولاء الابطال معارك التحرير والبطولة بشجاعة وإقدام لا يلين، ابتدأ من الوهط والرجاع ورأس عمران، لكسر الحصار الذي فرضته المليشيات على العاصمة عدن، وارسلوا أكثر من 2000 مقاتل من أبناء الصبيحة عبر البحر الى داخل عدن لفك الحصار عنها، وإمداد مقاومتها بالسلاح والعتاد والمال .
- طريق التحرير والانتصارات تمتد على امتداد الخريطة "من صبر لحج حتى مطار الحديدة ومنها إلى جبال بيحان وتخوم مأرب والبيضاء
من صبر والوهط وخبت الرجاع ورأس عمران، وفك الحصار على العاصمة عدن والمشاركة في تحريرها، استدار العميد حمدي شكري ومعه رفيق الكفاح بشير المضربي، إلى جانب قيادات أخرى من مقاومة الصبيحة في مقدمتهم اللواء أحمد التركي وكذلك اللواء فضل حسن والعميد الراحل عبدالله الصبيحي لتحرير أهم قاعدة عسكرية هي "قاعدة العند الجوية" .
ومن العند تواصلت بطولات ومعارك القائد العميد حمدي شكري لتحرير سواحل الصبيحة، وبدأ بتأسيس اول كتائب من شباب الصبيحة كانت تسمى حينها " كتائب الحمدي" وبفضل حكمة وحنكة وبطولة القائد، وشجاعة واستبسال أفراده استطاع إسقاط قلاع وتحصينات المليشيات الواحدة تلو الأخرى، حتى وصل وقواته إلى مديرية ذوباب، ومنها إلى قلب الساحل الغربي "مدينة المخاء" الإستراتيجية، وفي مقدمة القوات المساندة لهم من الخلف .
كما تمكن وقواته وحدهم وبدون اي مساعدة أو مساندة من تحرير أهم واعقد قاعدة عسكرية حيوية هي "قاعدة ومعسكر خالد بن الوليد" إحدى أهم وأخطر معاقل رأس الأفعى الحوثية على امتداد الساحل الغربي، وأكثر المواقع تحصيناً عسكرياً، وعجزت قلبها عن إسقاط هذه القاعدة ألوية عسكرية متعددة بسبب التحصينات والانفاق التي بها، وتُعد من أهم القواعد العسكرية البرية في اليمن، وذلك بشهادة قائد المنطقة العسكرية الرابعة يومها اللواء الركن فضل حسن العمري، الذي ألقى كلمته الشهيرة يومها من داخل القاعدة، والتي لازال يتردد صداها حتى اليوم، من على أثير شاشة قناتي العربية والحدث، مشيداً بأهم واكبر إنجاز واختراق عسكري يتحقق بفضل العميد حمدي شكري وأفراده تمثل بتحرير تلك القاعدة الاستراتيجية .
وبعد عشرات الإنتصارات التي حققها العميد "شكري" وأفراد الكتائب، وسلسلة الإنتصارات العظمى، والمتمثلة بتحرير مدينة المخاء وقاعدة خالد العسكرية، لم يجد القائد وأفراده، فرصة لالتقاط أنفاسهم بعد، حتى أسندت لهم مهمة اقتحام أعتى الحصون العسكرية الأخرى " معسكر العمري " الذي استعصى على خبراء العسكرية والأكاديميات وعديد ألوية من قوات الإخوة السلفيين وقوات عسكرية أخرى مدعومة من التحالف العربي من اسقاطة، بسبب موقعة المطل على سلسلة جبلية وصعوبة الوصول الية بسهولة، تمكنت "كتائب الحمدي" من تحريره وتحرير تلك السلاسل الجبلية بغمضة عين .
تشكلت "كتائب الحمدي" ثم تطورت إلى اللواء الثاني عمالقة، وقبل هذا كانت مقاومة الصبيحة، واخيراً باتت تسمى "الفرقة الثاني عمالقة"، تحولت الكتائب في وقت قياسي وجيز كما لو أنها جيش مصغر بمهمات كبرى ، واصبحت رأس الحربة في تحرير المدن وتوجيه ضربات مدمرة لمليشيات الانقلاب الحوثية .
- اللواء الثاني عمالقة أهم ألالوية وأكثرها فاعلية في معارك تحرير الوطن واستعادة السيادة
سطر العميد حمدي شكري وأفراده من ابطال "كتائب الحمدي " بطولات وملاحم أسطورية، وكانوا بحق أيقونة الصبيحة والجنوب البطولية، وسجلوا اسمائهم وصورهم في الذاكرة الوطنية والجمعية المُشرفه في تاريخنا المعاصر .
بعدها وبعد عشرات النجاحات التي قلبت موازين العسكرية، تم استدعاء العميد حمدي شكري مباشرة من قيادة التحالف العربي وتم اعتماد تشكيل لواء عسكري تحت قيادته سمي بــ " اللواء الثاني عمالقة " وتم اعتماد أفراده رسمياً، أسوة بباقي ألالوية الآخرى في قوات العمالقة بدلاً عن الكتائب التطوعية .
لتُسند إلى اللواء العديد من المهمات الجسام، وكان اللواء وقيادته ممثلاً بالعميد حمدي شكري، بحق عند مستوى التحديات في معارك أكثر خطورة، اذ كانت قوات اللواء تتقدم جميع القوات الاخرى على طول امتداد الساحل الغربي، في طريق معركة "تحرير الحديدة"، من المخاء وحيس والخوخة والدريهمي وكيلو 16، وصولاً لمطار الحديدة.
سطر اللواء الثاني عمالقة هذه المرة بطولات ارعبت ليس فقط مليشيات الحوثي نفسها، بل حتى "حزب الشيطان" في الضاحية، اذ خرج يومها الهالك حسن "نصر اللات" مهدداً ومعترفاً أننا نقاتل مع اخواننا أنصار الله في الحديدة كما قال، وكذلك هددت إيران، ومن بعدهم تدخلت المنظومة الدولية وعبر مجلس الأمن للضغط على دول التحالف لإيقاف معركة الحديدة التي كانت قاب قوسين من السقوط الكامل .
- قائد بمواصفات استثنائية صنعت الانتصارات على الدوام
كانت جميع تلك المعارك تتطلب قيادة وقائد ميداني لا يهاب الموت، ولا تكسره عشرات الإصابات، ولايجلس لبرهة من الوقت ليستريح، ولم يجد الفرصة لإجراء عمليات جراحية لانتزاع شظايا الحرب والعمليات الإرهابية، التي طالته عشرات المرات، وماتزال الكثير منها تسكن جسده حتى اليوم، كان العميد حمدي شكري حاضراً في جميع معارك البطولة والشرف في الدفاع عن الوطن وسيادته، وفي مقدمة أفراده، مقاتلاً لا قائداً من غُرف العمليات ولا ممن يوجه القوات من الخلف، بل كان هو المقاتل الاول والقائد نفسه، رغم تعرضه للكثير من محاولات الإغتيال سوأ عبر الصواريخ الحرارية أو طائرات الدرونز المسيرة .
وما أن توقفت معارك الحديدة بضغط أممي، استغلت مليشيات الحوثي الإرهابية الهدنة الأممية لحشد قواتها من مختلف الجبهات هناك لتفتح جبهات جديدة، في محافظات أخرى، وكانت أول تلك الجبهات في محافظة لحج، وعلى تخوم مديرية طور الباحة، حينما حشدت الأف المقاتلين للتقدم صوب العاصمة عدن، وبدأت بالسيطرة اولاً على السلسلة الجبلية المطلة على وادي شعب وطور الباحة، من قمم جبال حيفان والقبيطة، وتمكنت من تحقيق تقدم كبير، عندها قاد العميد حمدي شكري معركة تحرير جبال وادي شعب وطور الباحة، وتمت إزاحة خطر المليشيات نحو الجنوب .
وفي الجهة الأخرى كانت المليشيات قد حققت تقدم واختراق كبير في محافظات مأرب وشبوة، وسيطرت على مديريات بيحان وعسيلان في شبوة، ومديرية حريب ومديريات أخرى قريبة في محافظة مأرب، وتحرك العميد حمدي شكري وقوات اللواء الثاني عمالقة لنصرة إخوانهم في شبوة ومأرب، وتمكنت قوات اللواء الثاني عمالقة إلى جانب ألوية أخرى من قوات العمالقة الجنوبية من تحرير كامل لمديريات شبوة واجزاء كبيرة من محافظة مأرب .
ختاماً "نؤكد أن القائد والمقاوم الاسطوري حمدي شكري، لايحتاج الى حبر كي يُكتب عنه، لانه هو نفسه مكتوب على امتداد خارطة الوطن، ومحفور على بوابة الصبيحة والجنوب والبوابة الغربية لهما، التي أمنها تأمين كامل، فضلاً عن أنه مرسوم على ملامح المدن والبلدات التي استعادت أمنها واستقرارها وعلى محيا سكانها، بعد سنوات عاشوها في أتون الفوضى والانفلات والتقطع .
يتبع الحلقة الثانية 👈🏼