رؤية المملكة 2030.. ملحمة مستقبلية عالمية

مجال نت

كتب الدكتور / عبدالعزيز صالح جابر*

قبل نحو تسع سنوات أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للمملكة العربية السعودية رؤية المملكة 2030 ، لتكون خارطة طريق طموحة تهدف إلى بناء وطن مزدهر، واقتصاد متنوع ومستدام، ومجتمع نابض بالحيوية , ولم تكن هذه الرؤية مجرد خطة تنموية فحسب , بل كانت بداية ملحمة سعودية مستقبلية عالمية كبرى، أعادت صياغة مكانة المملكة على خارطة العالم، وأكدت أن السعودية دولة عظمى ، ونقطة ارتكاز لتحول إقليمي ودولي شامل.

لقد برزت ملامح الرؤية منذ انطلاقتها الأولى بطموح يلامس السماء ,وبمجتمع حيوي يعزز قيم الاعتدال، والهوية الوطنية، ونمط الحياة الصحية والنشطة, واقتصاد مزدهر يدعم تنويع مصادر الدخل ويحفز الابتكار وريادة الأعمال ,ووطن طموح يقوم على الحوكمة الفعالة والشفافية والمسؤولية ,وبأهداف واضحة تتضمن زيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي، وتمكين المرأة والشباب، وتحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي يربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا.

اليوم وفي عامها التاسع ، تقطف المملكة ثمار هذه الرؤية الطموحة إنجازات اقتصادية وتنموية كبرى , وبمعدلات نمو اقتصادية قوية , فقد حققت المملكة المركز الأول عربيًا ضمن مجموعة العشرين في عدد من المؤشرات الاقتصادية , وتوسعت الاستثمارات في قطاعات السياحة ، والثقافة، والترفيه، والتقنية، عبر مشروعات عملاقة مثل نيوم، القدية، والبحر الأحمر والمربع وغيرها من المشاريع العملاقة , علاوة على  تنفيذ إصلاحات هيكلية عميقة في بيئة الأعمال، مما جعل المملكة وجهة جاذبة للاستثمارات الدولية ، كما قفز ترتيبها في مؤشرات التنافسية العالمية , إضافة لتمكين المرأة السعودية التي بلغت مراحل غير مسبوقة في مجالات العمل والقيادة، ما عزز من دورها في التنمية الوطنية.

إلى جانب الإنجازات الداخلية التي تحققت وفي المجالات كافة ، فقد كانت المملكة لاعبًا أساسيًا في تعزيز السلام الإقليمي والدولي, حيث أسهمت بقوة في إعادة ترتيب أولويات المنطقة نحو التنمية ، وفتحت آفاقًا جديدة للحوار بين الدول والشعوب, ومنها اليمن فقد قادت جهود الوساطة لحل النزاع والحرب في اليمن عبر المبادرات السياسية ودعم الحلول السلمية , مع وقفتها ودعمها التنموي والانساني للشعب اليمني في قطاعات التنمية  كافة , ومساندتها للحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي , وأما على المستوى الدولي كانت السعودية ركيزة أساسية في استقرار أسواق الطاقة العالمية، ولعبت دورًا محوريًا في التحولات الجارية ضمن مجموعة العشرين ومبادرات التنمية المستدامة , ومبادرات الوساطة في عدد من الملفات الدولية الساخنة مثل حرب روسيا وأوكرانيا وغيرها .

واليوم تقطف المنطقة بداية ثمرات هذه الرؤية الطموحة , ومؤشراتها تلوح في الأفق , فحين قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وقائد هذه الملحمة والرؤية إن الشرق الأوسط سيكون "أوروبا الجديدة"، لم يكن ذلك حلمًا بعيد المنال, بل رؤية مدروسة بدأت تتحقق بخطوات واثقة، انطلاقًا من أرض المحبة والخير والسلام المملكة العربية السعودية التي باتت مركز إشعاع حضاري واقتصادي وثقافي, وها هو التأثير يمتد لكل أرجاء المنطقة والأقليم , ومنها اليمن وحضرموت على وجه الخصوص الذين سوف  يستلهمون تجربة المملكة مستقبلاً، وسيسعون لترسيخ مشاريع التنمية والسلام، بما يحول الطموحات إلى واقع ملموس يعيد لوطنهم ألقه ودوره الحضاري.

إن قصة رؤية المملكة 2030 هي قصة عزم، وإصرار، وثقة بالله ثم بقيادة حكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, وهي قصة وطن قرر أن يصنع مستقبله بيده، وأن يكون قوة فاعلة للخير والسلام والتنمية على مستوى العالم , ومع استمرار مسيرة التحول الكبرى، فالمملكة ترسم نموذجًا عالميًا فريدًا، وتؤكد أن الطموح السعودي لا يعرف حدودًا, ومن السعودية بدأت الحكاية, وإلى مستقبل مشرق تتجه حضرموت واليمن .