الزُبيدي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات السلطة المحلية والمجلس الانتقالي والقادة العسكريين والأمنيين والشخصيات الاجتماعية بالعاصمة عدن
عقد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء اليوم الأحد، اجتماعا بقيادات السلطة المحلية والهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي والقيادات الأمنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية بالعاصمة عدن.
وألقى الرئيس القائد في مستهل اللقاء كلمة في ما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بلّغنا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإخوة قيادات السلطة المحلية، وأعضاء الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والقيادات العسكرية والأمنية، والشخصيات الاجتماعية في العاصمة عدن، الحاضرون جميعًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في البدء يسعدني في هذا اللقاء المبارك أن أتوجه إليكم جميعًا أصدق التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان الفضيل، سائلًا الله العلي القدير أن يجعله شهر خير ورحمة وأمن واستقرار على وطننا وشعبنا، وأن يعيده علينا وقد تحقق لشعبنا ما يصبو إليه من عزّ وكرامة وازدهار.
الحضور الكريم،
إن لقاءنا في هذه الليلة المباركة من ليالي الشهر الكريم، لقاءٌ يحمل رمزيةً خاصة، فقد سجلت هذه المدينة العظيمة يومًا تاريخيًّا في الـ 27 من رمضان عام 2015، عندما حقق الشباب الأبطال من أبناء عدن وجميع محافظات الجنوب نصرًا تاريخيًّا ضد الميليشيات الحوثية، وأعلنوا تحرير هذه المدينة من دنس الغزاة، ولا ننسى قوافل الشهداء الذين سقطوا على درب التحرير، وفي مقدمتهم الشهيد البطل القائد علي ناصر هادي، وشهداء التحالف العربي من أبطال القوات الإماراتية، وعلى رأسهم الشهيد البطل الملازم عبدالعزيز الكعبي، الذي ارتقى شهيدًا على تراب هذه الأرض أثناء اقتحام مطار عدن وتحريره.
السادة الحضور،
ونحن نستذكر هذا اليوم المجيد الذي تحررت فيه هذه المدينة من الغزو الحوثي، حريٌّ بنا أن نتذكر تلك الأيام العصيبة التي مرت بها عدن بعد إعلان تحريرها، فقد كادت المدينة المحررة أن تسقط بأيدي جماعات الإرهاب من القاعدة وداعش، التي سعت للسيطرة عليها وإعلانها إمارة إسلامية، وقد دشنت هذه الجماعات خطتها الدموية باغتيال محافظ المحافظة حينها، الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، وتمكنت من السيطرة على مدينة المنصورة وضواحيها، وحاولت اقتحام ميناء عدن واستهداف المطار، ثم تحولت لاحقًا إلى استهداف القوات الأمنية الناشئة في ذلك الوقت، فشنت هجماتها الإرهابية على معسكرات التدريب في الصولبان ومعسكري بدر، ورأس عباس، ونفذت جرائم قتل جماعي بالسيارات المفخخة، استهدفت شبابنا المنخرطين في السلك العسكري والأمني.
الحاضرون جميعًا،
عندما نتحدث عن عدن، فنحن نتحدث عن مدينة عالمية لها خصوصيتها ومكانتها التاريخية والسياسية والاجتماعية، وتنوعها الحضاري، إذ سجلت حضورها في التاريخ المعاصر كملتقى للحضارات، وظلت على مدى عقود رمزًا للتعايش والتسامح والسلام والوئام.
إن النهوض بعدن ليس خيارًا، بل هو واجب وطني وأخلاقي، يتطلب منا جميعًا العمل يدًا بيد، وبروح الفريق الواحد، لتعزيز العمل المؤسسي، ومكافحة الفساد، وترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية، وتجاوز التحديات التي أفرزتها السنوات الماضية من التدهور الإداري والاقتصادي والخدماتي. وعلى الرغم من ثقل التركة، فإننا على ثقة بأننا قادرون، بإرادة أبناء عدن وبدعم الشرفاء، على تجاوز التحديات، وإعادة بناء هذه المدينة العظيمة وتهيئتها كعاصمة تحتضن مكاتب المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية في المستقبل القريب.
أيها الحضور الكريم،
نعي حجم المعاناة التي يعيشها أهلنا في عدن، ونتفهم ذلك جيدًا، ونعمل من واقع مسؤوليتنا، سواء في مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة، على تقديم كل ما بوسعنا لهذه المدينة وأهلها الكرام، وسنواصل العمل بكل تفانٍ وإخلاص وفق خطة استراتيجية تهدف إلى استعادة الدور الاقتصادي والتنموي للمؤسسات الاقتصادية والسيادية في العاصمة عدن، وفي مقدمتها تشغيل المصافي، وتطوير الموانئ، والنهوض بالقطاع السمكي، وتنفيذ مشاريع مستدامة في قطاع الكهرباء، وقد بدأنا بإنشاء محطة الطاقة الشمسية بدعم الأشقاء في دولة الإمارات، وستليها مرحلة ثانية لتوسعة المحطة وإنشاء أنظمة تخزين.
الإخوة والأخوات،
لقد حرصنا خلال السنوات الماضية على العمل بجدٍ واجتهادٍ لبناء منظومة أمنية قوية، وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لتقوم بمهامها في حفظ أمن واستقرار هذه المدينة والمحافظات المجاورة، وما نعيشه اليوم من حالة أمنية مستقرة هو ثمرة جهود كبيرة ومضنية بُذلت في هذا الجانب، وعلينا اليوم مسؤولية وطنية وأخلاقية للوقوف إلى جانب قواتنا الأمنية ومساندة جهودها، فالمتربصون كُثر، وفي مقدمتهم الميليشيات الحوثية الإرهابية، التي تعمل ليل نهار على النيل من أمن واستقرار هذه المدينة، وإثارة الفوضى فيها عبر عناصر مأجورة تُستخدم لتنفيذ أجنداتها الإرهابية في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب.
أبنائي وبناتي من شباب هذه المدينة الباسلة،
ثقوا بأننا معكم وإلى جانبكم، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة على تمكينكم في مختلف المجالات. وكما انتصرنا لحقوق المبعدين والمسرحين قسرًا من أبناء شعبنا في المجالين المدني والعسكري، سنواصل العمل لانتزاع حقكم في الوظيفة العامة، والتدريب، والتأهيل، وقد وجهنا الحكومة باعتماد 17 ألف وظيفة للشباب الخريجين، وسنعمل على أن تكون عدن أولوية في كافة الاستحقاقات.
ختامًا،
نجدد دعوتنا للجميع إلى التلاحم والاصطفاف، والعمل بروح الفريق الواحد لأجل عدن وأهلها. وسنكون معكم وإلى جانبكم بكل ما نستطيع.
شهرُكم مبارك مجددًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.