تقارير خاصة

الصبيحة... عاد الأمن فعادت الحياة

ماهر الشعبي ( لحج )

 

- بقيادة العميد حمدي شكري ودعم ومشاركة العميد بشير المضربي وبإشراف الفريق الصبيحي .. الصبيحة من بؤرة للفوضى إلى أنموذج للأمن والاستقرار

 

ما أن توقفت جولات ومعارك الحرب مع مليشيات الحو..ثي لأجل غير مسمى، بدأت في مناطق ومديريات الصبيحة غرب لحج، وفي بوابة العاصمة عدن الغربية والشمالية حرباً جديدة من نوع آخر، أنها حرب تثبيت الأمن والإستقرار واستعادة هيبة الدولة وفرض سلطة القانون، بعدما اختطفت مليشيات الفوضى وشبكاتها مناطق الصبيحة وشريطها الساحلي لسنوات، وعبثت بأمنها ونشرت الخراب وغذت الثأرات والتقطعات، وزعزعت الأمن، وغيبت سلطة مؤسسات الدولة، وجعلت منها مسرح مفتوح وميدان خصب للمهربين، ولم يكد يمر يوم واحد إلا ونشهد حدثًا هنا وجريمة هناك، واروحًا تُزهق على قارعة الطرق وفي الأسواق، كما لم يمر يوم إلا ونسمع عن جريمة تقطع ونهب وسلب لعابري طرق الصبيحة والسالكين دروبها .


اوجاع وهموم ومخاوف لازمت منطقة الصبيحة بمحافظة لحج  لعقود من الزمن عاش خلالها الناس بؤسا تتخطمه الفوضى على طريق الضياع، ولم يكن للصبيحة من بد للخروج من هذه الحالة المستعصية إلا بيقظة أهلها وتضافر جهود المخلصين من أبنائها وفي مقدمتهم الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، واللواء الركن أحمد التركي والعميد حمدي شكري والعميد بشير المضربي، وآخرين كانوا بمثابة الغيث الذي أحياء يباب الأرض من بعد العجاف وزرع الأمل في قلوب البشر .

في تلك البقعة الجغرافية الأهم والممتدة على أهم السواحل اليمنية الرابطة بين البحرين الاحمر والعربي، والمتصلة بأحد أهم الممرات والمضائق البحرية الدولية "باب المندب"، الموقع الجغرافي الفريد والأهم عالميًا، حيث يحتدم الصراع الدولي، وتتشابك هنا التضاريس بالجغرافيا الإستراتيجية الأهم، و تتقاطع المصالح العالمية الكبرى، مع التحديات الأمنية والعسكرية الأعقد، دارت هنا خلال العامين الماضيين رحى حرب غير مألوفة، لم تكن حرباً بين جيوش نظامية، إنما حرب شنتها قوات الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة في الصبيحة بقيادة العميد حمدي شكري، ضد شبكات ومافيات التهريب والفوضى والجريمة، التي ظلت لسنوات تعبث بمديريات لحج الغربية وساحلها الأهم، مستغلة ضعف الدولة وهشاشتها وقبلها سنوات الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وإنقلابها على الدولة، وما سبق ذلك من فشل وعجز الحكومات السابقة منذُ ثورات الربيع، وتراجع السلطات الأمنية والعسكرية على بسط نفوذها في كافة مناطق الصبيحة وشريطها الساحلي.

لتبدأ على هذه الجغرافيا الملتهبة عندما بدأ القائد والمقاوم الصلب العميد حمدي شكري، وبمساندة من رفيق دربه، رفيق السلاح والمقاومة، المقاوم والقائد الصلب العميد بشير سيف المضربي، بخوض أولى جولات معاركة في تثبيت الأمن وفرض هيبة القانون، وبسط سلطة الدولة وإعادة بنائها من تحت الركام، وملاحقة المهربين والمطلوبين للعدالة، والمتقطعين والقتلة، وقوى النهب والظلام التي حولت الصبيحة لبوابة للفوضى، وذلك بعد تشكيل الحملة الأمنية المشتركة، التي انطلقت في بادى الأمر من مديرية طورالباحة عاصمة الصبيحة، في مايو من العام 2023م، ومن ثم مديرية المضاربة ورأس العارة مطلع اغسطس/ آب من ذات العام.

وبعد تشكيله الحملة الأمنية بدأ "شكري "بإعادة ترميم عمق العاصمة عدن والجنوب الغربي، وبدأ بملاحقة القتلة والمجرمين والمطلوبين أمنيًا،
وملاحقة المهربين وتجار المخدرات وشبكات التهريب المحلية والعابرة للحدود، وقوى وجماعات الفوضى والجريمة، المرتبطين بشبكات مصالح معقدة ومتجذرة مع مليشيات الحوثي، والقت الحملة القبض على مئات المطلوبين والمهربين، وكل من ثبت تورطهم في جرائم قتل وتقطع ونهب، وكل من صدرت بحقهم احكام قضائية، وإحالتهم للجهات القضائية المختصة .

قاد الرجل حملة أمنية وعسكرية غير مسبوقة والأولى من نوعها في البلاد، اتسمت بالصرامة والجدية والشدة والشجاعة، وضربت بكل قوة وبيد من حديد، واسفرت عن تحقيق نتائج ثمارها سريعاً، وأدت إلى تفكيك شبكات التهريب والجريمة المنظمة وأنهت ظواهر التقطع والفوضى، لم يكن ليقدر على مقارعتهم غير القائد حمدي شكري، وبمساندة ومشاركة رفيقه العميد بشير المضربي قائد قوات درع الوطن، ومن خلفهم سيادة الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي مستشار مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، مشرفاً وموجهًا على إعادة تصحيح الوضع وضبط الأمن في مديريات الصبيحة، بالإضافة إلى اللواء أحمد التركي محافظ محافظة لحج رئيس اللجنة الأمنية، قائد اللواء الـ 17 مشاة، ومعهم جل قبائل الصبيحة ووجهائها الشرفاء .


تلك البقعة من الجغرافيا اليمنية الملتهبة ظلت لسنوات تُروى بالدم، ومسرحاً مفتوحا ومخترقاً للمهربين وشبكات التهريب والمافيا والجريمة المنظمة، وبرزت إلى الواجهة وقتئذ إحدى أخطر الظواهر على السلم الأهلي والمجتمعي، تمثلت بـ تفشي ظاهرة التقطع والسلب والنهب، وحتى التصفية الجسدية للمسافرين والسالكين لطرق الصبيحة، التي تربط المحافظات ببعضها البعض، وانتشرت ظاهرة الثأرات القبيلة بشكل مخيف، ولم يكن خافيّا على أحد ما عاشته الصبيحة طيلة السنوات الماضية، حينما وجدت معظم القبائل نفسها في أتون صراعات وحروب أهلية، ووسط هذا المشهد المحزن كان لا صوت يعلو على صوت الرصاص، ولا تفوح من خصوماته الا رائحة الدم والموت، وكان الجهل وحده هو المنتصر الوحيد فيها .

كما أنها وعلى مدى سنوات كتبت اراضي الصبيحة تاريخها بحبر الفوضى، وكابدت جراحها لسنوات، بسبب إنتشار شبكات التهريب العابرة للحدود وانتشار الفوضى والجريمة المنظمة، ومعها تفشت وانتشرت ظاهرة الثأرات بشكل غير مسبوق في العقد الأخير .

سنوات طويلة ظلت شاهدة على الفوضى وتهريب المخدرات والأسلحة والممنوعات، وانعدام الأمن، وحتى تهريب البشر من القرن الأفريقي، والثأرات والتناحر، دموع الأمهات والأرامل والثكالى لم تجف بعد، كثير من الحسرة والألم أصابت أبناء الصبيحة وشرفائها وقادة مقاومتها، وأحبطت آمال قطاع واسع من الأبطال والرجال الشرفاء، بسبب ما وصل اليه حال منطقتهم من بؤس وانهيار أمني كامل وتهديد للمجتمع وسلمة الأهلي.

 


- مسارات تشكيل الحملة الأمنية المشتركة .. انطلاقة مفصلية لإعادة الأمن والاستقرار


ذات صباح لاهب من صيف العام 2023م، تم استدعاء العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثاني عمالقة والسابع مشاة من جبهة الساحل الغربي، وذلك لحضور إجتماع أمني وعسكري رأسة معالي وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، واللواء أحمد عبدالله تركي محافظ لحج، لمناقشة الوضع الأمني في الصبيحة، وحضرة عدد من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة ومدراء مديريات الصبيحة، وخرج الإجتماع بقرار تشكيل حملة أمنية وعسكرية مشتركة لضبط الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة في الصبيحة.

وفي لحظة مفصلية فارقة دشنت الحكومة الشرعية وبتوجيهات ودعم مجلس القيادة الرئاسي تشكيل الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة أواسط العام 2023م، تحت قيادة العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة، وتحت إشراف مباشر من قبل الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي مستشار مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، الذي لعب الدور الكبير والبارز مشرفاً على إعادة تصحيح الوضع، وكذلك اللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية، وبمشاركة فاعلة لقوات درع الوطن الشريك الرئيسي الفاعل في الحملة الأمنية المشتركة بقيادة العميد بشير المضربي، ممثلة باللواء الأول درع الوطن بقيادة العقيد مجدي مناضل، واللواء الرابع الذي يقوده العقيد عبدالخالق الكعلولي .

إلى جانب مشاركة عدد من الوحدات العسكرية والأمنية التي لا تزال منخرطة ضمن قوات الحملة الأمنية والعسكرية في مديرية المضاربة ورأس العارة، بينها اللواء الـ 17 عمالقة بقيادة العميد ماجد عمر سيف، وقوات الشرطة العسكرية التابعة لألوية العمالقة بقيادة العميد جعفر الكعلولي، إلى جانب قوات من حزام الصبيحة بقيادة العميد وضاح عمر، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في محافظة لحج بقيادة المقدم مختار الدقم، الذي يُبذل وأفراده في المكافحة جهوداً كبيرة ومضنيه جنباً إلى جنب مع قوات الحملة.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الحملة الأمنية المشتركة منذُ تشكيلها في مايو أواسط العام 2023م، انطلقت في أكثر من إتجاه وضربت بأكثر من يد، حتى أفقدت شبكات التهريب والعصابات المنظمة توازنها، ولم تعطها الوقت الكافي لالتقاط الأنفاس، وشنت حرباً طاحنة ضد شبكات وعصابات تهريب المخدرات والممنوعات، وشبكات تهريب الأسلحة، وتهريب الأدوية المنتهية، وتمكنت من إيقاف  تهريب البشر من القرن الإفريقي، وكل ذلك بناءا على عمل استخباراتي دقيق وتنسيق أمني عالي المستوى، وصرامة وطنية منقطعة النظير .

جغرافياً غطت الحملة الأمنية مساحة شاسعة على شريط ساحلي يبلغ طوله 180 كيلو متر، وعملت على تأمين بري كامل لمديرية طور الباحة، المضاربة ورأس العارة، وكرش ، مما ساهم في تأمين جميع الطرق الداخلية وخطوط النقل الرئيسية بين العاصمة عدن ومحافظة تعز، وعادت مع ذلك الحياة إلى كافة ربوع المنطقة.


الحملة الأمنية التي اعادت للصبيحة مكانتها، وأعادت ترسيخ وبسط سلطات الدولة وهيبتها في كل ركن وبقعة في الصبيحة، وفرضت الأمن والاستقرار، وأغلقت كافة طرق ومنافذ ومسالك التهريب، ووضعت حداً للفوضى والتقطع، واوقفت تدفق المخدرات للبلاد عبر السواحل الغربية لمحافظة لحج، وعملت على مكافحتها وملاحقة كل من يروج لها، وضبطت العشرات من قوارب التهريب في السواحل وفي عمق المياه الإقليمية، ومن يزور مناطق الصبيحة اليوم سوف يدرك أنها باتت المنطقة الأكثر آمنا وأماناً على طول البلاد وعرضها.

نجح "شكري" ومن خلفه رفيقه "المضربي" بعزيمة وإصرار وتحدي وشجاعة لا تلين، وقيادة لاتعرف طريقًا للوساطات ولا المساومات، في القضاء على أوكار الفوضى والجرائم والمافيا، وخاض الرجل مواجهات شرسة مع مهندسي واباطرة التهريب وكبار كهنة الفوضى، وامراء الجريمة المنظمة عابري الحدود، الذين يمتلكون كافة وسائل الحرب، السلاح والمال، وشبكات ومطابخ الإعلام، التي تحرض وتدس سمومها ليل نهار ضدهم وقيادة الحملة الأمنية، والقادة المشاركين بها، وضد قيادة الصبيحة ورموزها الوطنية، في مقدمتهم الرمز الوطني والاب الروحي للصبيحة الفريق الركن محمود أحمد سالم، إلى جانب عدد من المشائخ والوجهاء الذين دعموا وناصروا جهود الحملة الأمنية منذ لحظة تشكيلها.

تمكن العميد شكري وقيادة الحملة الأمنية والعسكرية المشتركة في الصبيحة، وفي وقت قياسي من تحقيق نجاحات بارزة ولافته تمثلت في فرض الأمن والإستقرار وإعادة هيبة الدولة، ومعها أعادة سمعة الصبيحة ومجدها، بعدما لطختها أيادي الإجرام وجعلت منها منطقة موبوءة .

ورسما للصبيحة واقعًا جديداً، لتصبح اليوم واحدة من أفضل مناطق البلاد التي تشهد أمن واستقرار، ولم يتحقق ذلك كله من خلال الشعارات والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كما هو حال جل القادة اليوم ، فالعميد حمدي شكري لم يبحث يوماً عن التغطيات الإعلامية، بل من خلال العمل الجاد على الأرض وفي الميدان، وأثبت شكري مجدداً أنه ليس قائد عسكري يخوض حروبة مع مليشيات الحوثي وينتصر فيها وحسب، بل إنه رجل دولة ورجل أمن من طراز نادر وفريد، والحال كذلك مع القائد والمقاوم الصلب العميد بشير المضربي، نجح الثنائي في أعادة سمعة الصبيحة ومكانتها المستحقة، بعدما شوهتها الأيادي العابثة.

أثبت الرجلان في مختلف المراحل ومنذُ تشكيلهما أولى لبنات المقاومة، أنهم قادة شجعان وصادقين، لا يساومان ولا يهادنان في قضايا ومصير وطنهم وشعبهم، وأمنهم وحمايتهم من شبكات التهريب والاجرام والمخدرات، صادقان في وعودهما اوفياء لشعبهم ولدماء الشهداء والأبطال.

أنهم العميد "حمدي شكري" ومعه العميد "بشير المضربي" ، صانعا الأمن والإستقرار ومُفجرا المقاومة وقاهري التهريب والفوضى وحراس السواحل، وسيف الصبيحة والجنوب ودرعهما الحصين، والصخرة التي تحطمت على يديها شبكات ومافيات التهريب والفوضى، لا توقعهم أو تحبط عزيمتهم ولا تفرقهم منشورات التحريض والدسائس التي تروجها بين الفينه والأخرى مطابخ مشبوهه ممولة من نافذين ومهربين، معادية للصبيحة وأمنها واستقرارها.


*جزء من تقرير موسع نشر مطلع أكتوبر الحالي  "بتصرف" 

اجتماع بشأن #غزة يوم الاثنين


البنك المركزي الروسي يعلن رفع أسعار صرف #الدولار و #اليورو مقابل #الروبل


محمد بن سلمان.. الزعيم العربي الذي يعيد رسم ملامح الشرق الأوسط برؤية جريئة وطموح لا يعرف الحدود.


تعز تشيّع العقيد عبدالله النقيب في موكبٍ مهيبٍ بحضور رسمي وشعبي واسع.