القمة العربية تؤكد الالتزام بوحدة اليمن وأمنه واستقراره

وكالات


 

قال القادة العرب المجتمعون فى قمة جدة، إنهم ملتزمون بوحدة اليمن وسيادته وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه ورفض أى تدخل فى شؤونه الداخلية.

جاء ذلك فى قرار حول تطورات الأوضاع فى اليمن، صدر اليوم الجمعة، فى ختام أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى دورته العادية الـ32 فى جدة برئاسة المملكة العربية السعودية.

وشدد القادة العرب على استمرار دعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسى برئاسة الرئيس رشاد محمد العليمى، فضلا عن تعزيز دوره ودعمه فى تنفيذ السياسات التى من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار فى الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة عن الشعب اليمنى، واستعادة الدولة الشرعية، وتحقيق السلام الشامل والمستدام فى اليمن.

وأكد القادة العرب تأييدهم لموقف الحكومة اليمنية المتمسك بخيار السلام على أساس المرجعيات الثلاث المتفق عليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل وقرار مجلس الأمن 2216 (2015)، والقرارات الدولية ذات الصلة، والإشادة بالتفاعل الإيجابى للحكومة اليمنية مع المقترحات والمبادرات الدولية الهادفة إلى وقف الحرب وإرساء دعائم السلام المستدام فى اليمن.

وأعربوا عن دعمهم للإجراءات التى تتخذها الحكومة اليمنية الرامية إلى رفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمنى، والتخفيف من الآثار والعواقب الاقتصادية والاجتماعية الكارثية للحرب، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار والتعافى الاقتصادى، ودعوة الدول الأعضاء والمجتمع الدولى إلى تكثيف الجهود العربية والدولية لمجابهة تحديات النقص الحاد فى الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى فى اليمن.

وطالب القادة العرب، باتخاذ الخطوات الضرورية من أجل مجابهة خطر المجاعة، وسد الاحتياجات الغذائية والتداعيات الناجمة عن أزمة الغذاء الدولية، معربين عن مساندة جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروند برج، من أجل استئناف العملية السياسية والوصول إلى تسوية سياسية شاملة تؤدى إلى وقف الحرب وإحلال السلام المستدام فى اليمن.

وأدانوا الخروقات المستمرة التى أقدمت وتقدم عليها الميليشيات الحوثية ورفضها المقترحات الأممية بتمديد وتوسيع الهدنة، وكذلك المقترحات الأممية برفع الحصار الجائر عن مدينة تعز، والتى يتجرع الملايين من مواطنيها مرارة الحصار منذ ثمان سنوات، ومنعها تنقل المواطنين والبضائع بين المحافظات، وشنها الاعتداءات المتواصلة على المدينة.

كما أدانوا استهداف الميليشيات الحوثية للمؤسسات الاقتصادية والنفطية فى اليمن، بما فى ذلك القصف الذى استهدف ميناء الضبة النفطى بمحافظة حضرموت وميناء رضوم فى محافظة شبوه فى أكتوبر ونوفمبر 2022 واعتبار هذا الفعل المدان اعتداء خطيرا على المقدرات والموارد الاقتصادية للشعب اليمنى، والذى تم تنفيذه فى أعقاب تهديد المليشيات لدول الجوار وشركات النفط والشركات الناقلة العاملة فى اليمن وفى المنطقة، من كل الجنسيات باستهداف منشآتها وبناها التحتية ووسائل النقل التابعة لها.

وأضاف القادة العرب أن هذه الهجمات والتهديدات باستهداف المنشآت المدنية والتجارية فى المنطقة، لا تمثل فقط انتهاكا واضحا للقانون الدولى، وتقويض للجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام فى اليمن بما فيها إفشال وإجهاض مساعى تمديد وتوسيع الهدنة، وتدمير للبنية التحتية الاقتصادية للشعب اليمنى ومقدراته انما يعد كذلك تهديدا سافرا لإمدادات واستقرار سوق الطاقة على المستوى الإقليمى والدولى، داعين إلى ضرورة العمل بشكل صارم من أجل إدانة ومنع تكرار هذا السلوك والفعل الإرهابى.

كما دعا القادة العرب مجلس الأمن والمجتمع الدولى لإعادة النظر فى التعامل مع استمرار الميليشيات الحوثية الانقلابية فى خرقها للاتفاقيات والمبادرات الهادفة إلى إحلال السلام فى اليمن وممارسة الضغط عليها للانخراط بحسن نية فى جهود التهدئة وإحلال السلام، والحيلولة دون استغلال الوضع الراهن للتحشيد العسكرى وإعادة التموضع للتحضير لدورات جديدة من التصعيد والعنف ومضاعفة الجهود لدفع هذه الميليشيات للوفاء بالتزاماتها وفى المقدمة فتح المعابر والطرق الرئيسية فى تعز والمدن الأخرى، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وفقا لمبدأ الكل مقابل الكل.

وأدان القادة العرب الهجوم والتصعيد العسكرى والقصف بالصواريخ الباليستية والطيران المسير الذى تشنه المليشيات الحوثية على الأعيان المدنية فى مختلف أنحاء اليمن، والذى تسبب فى قتل وتشريد السكان الآمنين والمسالمين وزيادة عدد النازحين وتعريض حياتهم للخطر.

وتابع القادة العرب أن هذه الأعمال العسكرية الحوثية بمثابة إصرار على التقويض المستمر لجهود ومبادرات السلام فى اليمن وتحميل هذه الميليشيات المسؤولية الكاملة عن تبعات وعواقب تعنتها، وما يترتب عليه من إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها، وزيادة معاناة الشعب اليمنى وتدهور أوضاعه الإنسانية، وتعقيد الوضع السياسى والعسكرى فى اليمن والمنطقة بأكملها.

وأدان القادة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التى تمارسها المليشيات الحوثية، بما فى ذلك أعمال القتل والخطف والإخفاء القسرى، والاعتقال والاحتجاز التعسفى للنساء والاعتداءات الجنسية عليهن وتفجير المنازل واستهداف المستشفيات ودور العبادة واستخدام الأعيان المدنية، لاسيما المدارس والمستشفيات للأغراض العسكرية والقصف العشوائى للمناطق السكنية واستهداف المدنيين العزل وإدانة زراعة الميليشيات الحوثية بزراعة الألغام ودعوة المجتمع الدولى والأمم المتحدة للضغط على الانقلابيين لوقف مسلسل الاعتقالات والإجراءات التعسفية القمعية والإطلاق الفورى لسراح المعتقلين والأسرى والمحتجزين والمختطفين والسجناء السياسيين ومعتقلى الرأى والصحفيين والنشطاء.

وحذر القادة العرب من خطورة تدهور الوضع الإنسانى والصحى فى اليمن والتضييق على الكوادر العاملة فى المجالين الإنسانى والصحى فى اليمن من قبل المليشيات الحوثية مما أدى الى تفاقم انتشار الأمراض والأوبئة، وحدوث نقص حاد فى الغذاء والدواء والخدمات الطبية.

ودعت القمة العربية بجدة إلى تكثيف تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، ودعم القطاع الصحى فى مختلف أنحاء اليمن ومده بالمستلزمات والمعدات الضرورية ومجابهة مخاطر تفاقم انتشار الأوبئة والأمراض، ومنها جائحة كوفيد - 19.

وشدد القادة خلال القمة على ضرورة دعم خطط وجهود الإصحاح البيئى فى مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، وعدم السماح للمليشيات الحوثية بعرقلة تدفق المساعدات الإنسانية وفرضها الإتاوات على إمدادات الإغاثة الإنسانية والتدخل الدولى للضغط من أجل تسهيل وصول تلك الإمدادات لمستحقيها والدعوة لتكاتف الجهود العربية والدولية المواجهة تفشى مرض شلل الأطفال فى المناطق التى تقع تحت سيطرة الميليشيات بسبب السياسة الممنهجة التى تتبعها لمنع وصول اللقاحات للمواطنين.

كما دعا القادة العرب المجتمع الدولى إلى عدم تجاهل الأسباب الحقيقية لتفاقم الوضع الانسانى فى اليمن، وارتباط ذلك الوضع فى المقام الأول بانقلاب الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية اليمنية، واستخدامها الوضع الإنسانى كوسيلة لابتزاز المجتمع الدولى والمنظمات الدولية وتجييرها المساعدات الدولية لتمويل آلة الحرب ولتعزيز سلطتها غير الشرعية فى المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأدان القادة العرب الانتهاكات التى تواصل الميليشيات الحوثية ارتكابها ضد الأطفال والاستمرار فى تجنيدهم ووضعهم فى معسكرات التدريب والزج بهم فى أتون العمليات الحربية، وإدانة التحريف والتشويه الممنهجين للمؤسسات والمناهج التعليمية وخطورة إذكاء النزعات الطائفية ونشر الادعاءات التى تكرس خرافة التفوق والحق فى السلطة والثروة لشريحة معينة من المجتمع اليمنى، الأمر الذى يعود باليمن إلى عصور التخلف.

كما أكد القادة العرب على ضرورة الزام المجتمع الدولى ومجلس الأمن للمليشيات الحوثية بالتنفيذ الكامل الاتفاق ستوكهولم، بما فى ذلك الاتفاق بشأن مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وآلية التنفيذ الخاصة بتفعيل اتفاق تبادل الأسرى وبيان التفاهمات حول مدينة تعز.

ودعا القادة العرب المجتمع الدولى ومجلس الأمن إلى توفير الضمانات الدولية للحد من استمرار وعرقلة المليشيات الحوثية لتنفيذ تلك الاتفاقات ورفضها مبدأ الانسحاب وعرقلة فتح الممرات الإنسانية، وتعنتها الذى أفشل مفاوضات تبادل الأسرى، وإعاقتها المستمرة لعمل موظفى الأمم المتحدة، مدينين استخدام المليشيات الحوثية لمدينة الحديدة وموانئها لتجهيز وزراعة الألغام البحرية وتهريب الأسلحة وأنشطة القرصنة واستخدام الزوارق الحربية فى مهاجمة السفن التجارية وتهديد الملاحة البحرية الدولية، واحتجاز السفن التجارية عنوة فى الممرات الملاحية الدولية.

كما أدانوا فرض المليشيات الحوثية القيود والعراقيل أمام عمل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة أونمها (UNMHA) والإعراب عن دعم مطالبة الحكومة اليمنية بضرورة نقل مقر البعثة إلى منطقة لا تخضع لسيطرة الحوثيين حتى تتمكن البعثة من القيام بمهامها وفق الولاية المناطة بها.

كما أدان القادة العرب لهجمات المليشيات الحوثية التى تعرضت لها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتى استهدفت الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية والنفطية فيهما، والتى تتطلب موقفا دوليا حازما لإدانتها ومنع تكرار وقوعها.

وأكدوا أن هذه الهجمات التى ارتكبتها المليشيات الحوثية تشكل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وتمثل تهديدا حقيقيا للمنشات المدنية الحيوية وإمدادات الطاقة العالمية، وتشكل خطرا على خطوط الملاحة التجارية الدولية، وتهديدا مباشرا خطيرا لاستقرار الاقتصاد العالمى، وتقوض الأمن القومى العربى، وتضر بالأمن والسلم الدوليين.

وشددوا على أن الهجمات التى قامت بها المليشيات الحوثية ضد الدول المجاورة انطلاقا من الأرض اليمنية تعكس طبيعتها، وتكشف عن أهدافها الحقيقية فى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتحديها لقواعد القانون الدولى.

وأكدوا تأييد ودعم حق المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة فى الدفاع عن النفس ورد العدوان وهجمات المليشيات الحوثية بموجب القانون الدولى، وثمن القادة العرب حرص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على الالتزام بالقانون الدولى واحترامه وامتثالهما لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ورحب القادة العرب بصدور قرار مجلس الأمن رقم 2624 بتاريخ 27 فبراير 2022 الذى وسم المليشيات الحوثية بالجماعة الإرهابية، وإدانة مجلس الأمن للهجمات العابرة للحدود التى تشنها هذه الجماعة، وتحديدا الهجمات على دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، التى استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية والهجمات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية، والمطالبة بوقف تلك الهجمات فورا.

وطالبوا كل الدول بإدانة تلك الهجمات الإرهابية، ومواصلة الضغوط الكفيلة بإذعانها للدعوات الدولية بالتحاقها بمسار العملية السياسية السلمية، وعدم عرقلة جهود إيقاف الحرب ووضع حد لمعاناة الشعب اليمنى وبناء السلام المستدام فى اليمن.

ورحب القادة العرب بقرار مجلس الأمن فى اجتماعه المنعقد فى تاريخ 15 فبراير 2023، رقم 2675 بشأن تمديد نظام العقوبات فى اليمن، وبإدراج جماعة الحوثى بموجب هذا القرار فى قائمة عقوبات مجلس الأمن، ردا على الانتهاكات الصارخة والاعتداءات الأئمة التى ارتكبتها هذه الميليشيات، وبما من شأنه الحد من القدرات العسكرية لهذه الجماعة، والعمل على وقف الدعم الإيرانى لها، بما فى ذلك منع تهريب الأسلحة الذى يؤدى إلى إطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية فى اليمن، مؤكدين أن هذا القرار يعد خطوة إيجابية فى سبيل الضغط على المليشيات الحوثية للتخلى عن خيار الحرب والعودة إلى مسار السلام.

وأعربوا عن التقدير للدول العربية كل التى ساهمت وتساهم فى تقديم المساعدات فى المجال الإنسانى والأغانى، وتقديم الدعم فى جميع المجالات للشعب اليمنى وحكومته الشرعية)

الدورى الأوروبى

  •