في الذكرى الاولى لرحيله.. العقيد/محمد الشاجري خساره فادحه للوطن

📝حسام الردفاني

في مثل هذه الايام من شهر رمضان الماضي والأيام التي سبقت ذلك الشهر المبارك عاشت الناس في بلادنا اياماً عصيبه اكتنفها الحزن والفزع من كابوس الجائحه العالميه اللعينه (كورونا).. والتي حصدت ارواح الكثير من الناس الأعزاء على قلوبنا.. كانت كمية الموت كبيره جداً اصابتنا بالذهول والصدمه ، كان كلاً منا ينتظر نصيبه من ذلك الموت المجاني وكأنها رساله ربانيه لتوقظنا من سبات الغفله وإن الموت أقرب الينا من كل مسافات الحياه.. ما زاد من كئآبة وحزن تلك الإيام الحالكات ، إن جل من اختارهم حصاد تلك الجائحة المشؤومه من كوادر الوطن لاسيما الطبيه والعسكريه والأمنيه.. ومن ضمن تلك الكوادر الوطنيه  العقيد المناضل/ محمد احمد الشاجري.. أحد الكوادر الوطنيه والنضاليه الفذه وأحد ضباط مؤسستنا الإمنيه المخلصين.. الفقيد/محمد الشاجري واحد من الهامات الوطنيه التي آثرت حب الوطن وافنت حياتها لخدمتة.. عاش قائداً أمنياً صادقاُ ومستقيماً  وشخصاً إجتماعياً متواضعاً ، متميز بمهارة الإقناع والتأثير وهو ما مكنه من حل كثير من المشاكل الإجتماعيه بين المواطنين كان قريباً من الناس ومعهم في كل أحوالهم..

عاش فقيدنا العقيد/محمد احمد الشاجري وفياً للمؤسسه الأمنيه التي كان احد ضباطها المحترمين ومقدِساً لشرف ومبادئ تلك المؤسسه ، مخلصاً لم يحيد عن ثوابت وأبجديات عمله المهني وإلامني.. 

شغل الفقيد /محمد احمد الشاجري إبن محافظة ابين رائدة النضال والقياده الكثير من المناصب الإمنيه في عدة محافظات وكان إنموذج بين كل الضباط إخلاصاً وشجاعةً وصدقاً .. ولكن من بين كل محافظات الوطن تبقى محافظة لحج هي المحافظه الإولى في وجدان الفقيد حيث عاش فيها معظم حياته حتى مات ، وفيها تقلد الكثير من المناصب الأمنيه اخرها مساعداً لمدير أمن المحافظه لعدة سنوات وكان له ادواراً وطنيه وأمنيه في حفظ الأمن والإستقرار فيها والدفاع عن مدينة الغمندان من قوئ الظلام والتخريب التي عاثت فساداً في المحافظه آنذاك ،وسجل  مواقف بطوليه وشجاعه ومعه قلائل من ضباط الجنوب في المؤسسه العسكريه والأمنيه اللذين وقفو كالطود الشامخ بوجه تنظيم القاعده أثناء محاولتة للسيطره على لحج وبإيعاز حينها من نظام صنعاء البائد...

في لحج ارتبط الفقيد بكل ابناء المحافظه من مختلف المناطق  كان منهم وإليهم، لم تتجاذبه تصنيفات السياسه او خلافات الفرقاء ،عاش قريباً من الجميع، كانت مجالسه في لحج وصبر لا تخلو من ابناء ردفان ويافع والضالع مجسداً كل صور وقيم التسامح والإنسجام بين ابناء الوطن.. وهكذا لم تحجمه مناطقيه او حزبيه فهو رجل بحجم وطن ، مؤمناً بأن الجميع ابناء الوطن وعليهم إن يجتمعو فيه..

رحل الفقيد/ محمد احمد الشاجري بصمت العظماء وهدوء الشهداء مخلفاً إرثاً يعج بالمواقف الصلبه وكل قيم النضال الوطني الحقيقي والتسامح والتواضع.. وحتماً سيبقى حياً فينا بمآثره الرائعه وبصماته الجميله نجماً لايغيب ولن يغيب..

التحيه والسلام لروحه الطاهره.. ونسأل الله إن يسكنه فسيح جناته..