تفاصيل 3 محاولات إسرائيلية للهجوم على ايران
ويقول الكتاب، إن الرئيس بيرس، تولى حينها مسؤولية تركيز الجهود من أجل لجم نتنياهو وباراك، وإن نتنياهو تكلم مع رئيس الدولة بلهجة تهديد، قائلاً له «تذكّر أن كل شيء يصل إليّ». وقال أحد مستشاري بيرس، إن «نتنياهو قصد أن بيرس يتآمر عليه مع قادة جهاز الأمن والأميركيين. وهذا صحيح طبعاً. فقد تحدث داغان وأشكنازي وديسكين معه كثيراً بادعاء أنهم يتخوفون من هجوم يؤدي إلى حرب كبيرة ودمار العلاقات مع الولايات المتحدة».
وأبلغ بيرس نتنياهو بمعارضته للهجوم، خلال لقاء بينهما في يونيو (حزيران) العام 2012. وخلال اجتماع بمشاركة القيادة السياسية والأمنية في ديوان بيرس، منتصف أغسطس (آب) ، لمح نتنياهو وباراك إلى أن الجيش جاهز لتنفيذ الهجوم. وبعدها، بادر بيرس إلى مقابلة تلفزيونية مع القناة الثانية (القناة 12 حالياً)، شدد خلالها على أن «إسرائيل لا يمكنها أن تهاجم إيران وحدها».
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، توم دونيلون، قد وصل إلى إسرائيل، منتصف يوليو (تموز) 2012، قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية، ووجه تهديداً واضحاً لنتنياهو وباراك، عندما قال لهما، إنه «إذا هاجمتم إيران، فسوف نفسر ذلك كتدخل في الانتخابات والإطاحة برئيس الولايات المتحدة». ولاحقاً، زارت إسرائيل وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في هذا الاتجاه، وفي موازاة ذلك، وصل إلى إسرائيل المرشح الجمهوري ميت رومني.
في النهاية، تراجع باراك وفك الشراكة مع نتنياهو في هذه الخطة، ثم زار الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين، لكنه لم يطلع نتنياهو على لقائه مع رئيس بلدية شيكاغو، رام عمانوئيل، المقرب من أوباما. كما أقصى باراك، سفير إسرائيل في واشنطن المقرب من نتنياهو، مايكل أورن، عن هذا اللقاء وعن لقائه مع مستشار الأمن القومي الأميركي دونيلون.
وفي شهر سبتمبر (أيلول)، تحدث في منابر عدة عن تحفظه على هجوم ضد إيران، وقال في أحد خطاباته، إن «مسؤولية القيادة السياسية هي إبعاد الحروب، وشنّها يجب أن يكون بعد استنفاد الإمكانات كافة». واستشاط نتنياهو غضباً بعدما علم بلقاءات باراك، وقال إن «إيهود باعني لأوباما. لا أريد أن أسمع شيئاً عنه».