#كسوف يذهل العالم
في مشهد كوني يأسر الأبصار، اجتاح ظل القمر قرص الشمس اليوم، في كسوف شمسي جزئي نادر أثار دهشة العلماء وهواة الفلك حول العالم. هذه الظاهرة السماوية لم تجذب الأنظار فحسب، بل أصبحت مختبراً طبيعياً لدراسة أسرار الشمس والإكليل الشمسي.
وشهد العالم اليوم، السبت كسوفاً شمسياً جزئياً، حيث غطى القمر جزءاً من قرص الشمس في مشهد فلكي نادر خطف أنظار المتابعين حول العالم.
ووفقاً لموقع" Space " ظهر الكسوف بوضوح في مناطق واسعة من نصف الكرة الجنوبي، شملت نيوزيلندا، وساموا، وتونغا، حيث أتيحت للجمهور فرصة متابعة الحدث مباشرة سواء من الأرض أو عبر البث الحي على الإنترنت.
وبحسب خبراء الفلك، استمر الكسوف الجزئي عدة ساعات ، فيما أظهرت الصور التي التقطتها المراصد الفلكية مشهدًا مذهلًا للقمر وهو "يقضم" الشمس تدريجيًا.
وحذّر العلماء من النظر مباشرة إلى الشمس خلال هذه الظاهرة دون استخدام نظارات خاصة مخصصة لمشاهدة الكسوف، مؤكدين أن المراقبة بالعين المجردة قد تسبب أضرارًا خطيرة للعين.
ويأتي هذا الكسوف ضمن سلسلة من الظواهر الفلكية النادرة التي تجذب ملايين المتابعين حول العالم، مع توقعات بحدوث كسوفات أخرى خلال السنوات المقبلة ستكون مرئية في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية.
إلى جانب المشاهد المبهرة التي وثقها هواة الفلك والمراصد العلمية، أشار خبراء إلى أن ظاهرة الكسوف الجزئي للشمس تحمل قيمة علمية كبيرة، إذ تُستخدم كفرصة لدراسة الغلاف الجوي للشمس، وخصوصًا طبقة الإكليل (كورونا)، التي لا يمكن رصدها بوضوح في الظروف الطبيعية.
وقد تعاونت عدة مراكز بحثية وجامعات عالمية في تتبع الظاهرة عبر التلسكوبات عالية الدقة وأجهزة قياس متطورة، بهدف جمع بيانات تساعد في فهم أفضل للنشاط الشمسي وتأثيراته على الأرض.
وفي السياق نفسه، أكد علماء أن الكسوفات الشمسية، سواء كانت كلية أو جزئية، تثير دائمًا اهتمام الجمهور لما تحمله من مشاهد طبيعية مهيبة نادرًا ما تتكرر في نفس المنطقة. ولفتوا إلى أن هذه الظواهر تسهم أيضًا في تعزيز الوعي العام بأهمية علم الفلك ودوره في تفسير الظواهر الطبيعية وربط الإنسان بالكون.
الجدير بالذكر أن آخر كسوف شمسي جزئي شهده العالم كان في أكتوبر 2024، فيما من المتوقع أن يشهد العام المقبل كسوفًا كليًا للشمس سيكون مرئيًا في أجزاء من أمريكا الجنوبية. ويؤكد العلماء أن متابعة مثل هذه الظواهر بشكل آمن تعزز من تجربة إنسانية فريدة تجمع بين المتعة البصرية والمعرفة العلمية.