رسائل لـ(الطلاب - المعلمين - أولياء الأمور).. المستقبل يبدأ من مقاعد الدراسة
الأحد القادم 31 أغسطس يوم انطلاق العام الدراسي الجديد 2025 - 2026.. في هذا اليوم تتجه الأنظار إلى المدارس وسط دعوات رسمية وشعبية لعودة آمنة وواسعة للطلاب والمعلمين على حد سواء.
الطالب.. من القلق إلى الحافز
الأخصائيون النفسيون يؤكدون أن العودة إلى المدرسة ليست مجرد حضور يومي، بل هي عملية إعادة تأهيل نفسي للطفل. إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن الانتظام المدرسي يقلّل من مشاعر القلق والعزلة، ويرسّخ لدى الطالب شعورًا بالانتماء والهوية الاجتماعية.
ويقول مختصون إن "كل إنجاز صغير يحققه الطالب في المدرسة - سواء مشاركة في نشاط أو نجاح في اختبار - يُعيد بناء ثقته بنفسه ويعزز دافعيته الداخلية نحو التعلّم".
المعلم.. صانع الأمل وقائد التغيير
المعلمون يقفون هذا العام أمام مسؤولية مضاعفة. فإلى جانب دورهم التربوي، يتحمّلون مهمة نفسية واجتماعية كبرى تتمثل في تهيئة الصفوف كمساحات آمنة وداعمة.
وبحسب خبراء علم النفس التربوي، فإن "ابتسامة المعلم وكلمة تشجيع واحدة يمكن أن تخفّف من توتر الطالب وتعيد له الرغبة في الاستمرار".
وفي السياق ذاته، يرى علماء الاجتماع أن المعلم يشكّل قدوة جماعية تعيد للمدرسة روحها وللمجتمع ثقته في التعليم كأداة للنهوض.
الأسرة.. الحاضنة الأولى للشغف
لا تقل مسؤولية الأسرة أهمية عن دور المدرسة، فبحسب دراسات اجتماعية، يحقق الأبناء الذين يتلقون دعمًا وتشجيعًا من أولياء أمورهم معدلات انتظام أعلى وأداءً أكاديميًا أفضل.
ويؤكد اختصاصيون أن "حديث الأب أو الأم مع أبنائهم عن قيمة التعليم، وتشجيعهم على الاستيقاظ باكرًا والالتزام بالدوام، يعادل نصف العملية التعليمية".
المدرسة.. فضاء للحماية والاندماج
إلى جانب دورها التعليمي، تشكّل المدرسة خط الدفاع الأول ضد مخاطر التسرّب والانحراف، فهي المكان الذي يتعلم فيه الطفل التعاون والانضباط، ويجد فيه الدعم النفسي والاجتماعي، ويُعيد من خلاله اكتشاف ذاته.
علماء الاجتماع يرون أن "المدرسة هي مؤسسة إعادة إنتاج المجتمع"، وأن غيابها أو ضعفها يترك فراغًا خطيرًا يدفع بالأطفال نحو الشارع أو العزلة.
مسؤولية مشتركة
في المحصلة، فإن العودة إلى المدرسة لا تتحقق بتوجيهات حكومية فقط، بل عبر تحالف مجتمعي واسع: (الطالب يسعى وراء حلمه.. المعلم يزرع الأمل.. الأسرة تقدّم الدعم.. والمجتمع يحمي هذه الحلقة المتكاملة).
وبين الأبعاد النفسية والاجتماعية، تظل رسالة هذا العام الدراسي واضحة: (المدرسة بداية جديدة لحياة أكثر أمانًا واستقرارًا).