اليافعي لـ #مجلس_الأمن: شعبي لا يحتاج إلى تعاطف بل إلى شراكة تضع كرامته في صميم الأولويات
في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن، ألقت سمر ناصر اليافعي، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "يمن إيد"، كلمة مؤثرة نقلت من خلالها صورة قاتمة عن الواقع الإنساني الذي تعيشه البلاد، ووجهت مناشدة صريحة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لتخفيف معاناة ملايين اليمنيين.
وأكدت اليافعي في كلمتها، التي ألقتها اليوم في مجلس الأمن الدولي، أن اليمنيين لا يحتاجون إلى كلمات تعاطف، بل إلى شراكة حقيقية تضع كرامة الإنسان في مقدمة أولوياتها، وتعمل على بناء سلام عادل ومستدام يعيد الأمل للشعب المنهك بالحرب والانهيار الاقتصادي.
وسردت اليافعي واقعًا مأساويًا يعيشه المواطنين في ظل انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يوميًا، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع الأسعار الجنوني، وتوقف رواتب القطاع العام منذ أشهر، ما فاقم من معاناة المواطنين، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن.
وتطرقت اليافعي إلى الانعكاسات الكارثية للانخفاض المفاجئ في التمويل الدولي، لا سيما نتيجةً لتغيير أولويات المانحين،، الذي أدى إلى توقف توزيع الغذاء وإغلاق مرافق صحية وتعليق برامج الحوالات النقدية، ما ترك مئات الآلاف في مواجهة مصير مجهول.
كما حملت ميليشيا الحوثي مسؤولية تفاقم الأزمة، بسبب استهدافها المتعمد للسفن التجارية والإنسانية في البحر الأحمر وخليج عدن، واعتداءاتها المتواصلة على العاملين في المجال الإنساني، مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين منهم.
وفي المقابل، أشادت اليافعي بالتعاون المتنامي من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وخاصة في المحافظات الجنوبية التي أصبحت مأوى لنحو نصف سكان البلاد، مشيرة إلى جهود السلطات المحلية في العاصمة عدن رغم قلة الإمكانيات.
واختتمت اليافعي كلمتها بجملة من التوصيات لمجلس الأمن، شملت ضرورة:
* الضغط على ميليشيا الحوثي للإفراج عن العاملين في المجال الإنساني.
* وقف الهجمات على السفن الإنسانية والتجارية.
* تعزيز التمويل الإنساني طويل الأمد.
* دعم السلطات المحلية فنيًا وماليًا.
* مساعدة مجلس القيادة الرئاسي على تنظيم بنيته المؤسسية.
* إدراج مبادئ العدالة والمساءلة في أي عملية سلام مستقبلية.
•
وجاءت كلمة سمر اليافعي كصرخة استغاثة من قلب الأزمة، حاملة صوت الملايين الذين يبحثون عن بصيص أمل في نهاية نفق طويل من المعاناة، معبرة عن تطلع المواطن إلى تحرك دولي يعيد الثقة بالعدالة، والكرامة الإنسانية، والمستقبل الآمن.