اليمن: الحرب خلفت آلاف الإعاقات ونواصل العمل رغم التحديات لحماية الفئات الأشد ضعفاً

متابعات/ مجال نت

أكدت الجمهورية اليمنية التزامها بتوفير الرعاية والاهتمام للأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارهم فئة أساسية في المجتمع، انطلاقاً من إيمانها بضرورة تحقيق المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.

وقال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، في بيان الجمهورية اليمنية أمام الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المنعقدة في نيويورك، إن اليمن كانت من أوائل الدول التي صادقت على الاتفاقية، وتواصل الحكومة، رغم التحديات الناجمة عن الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، جهودها للوفاء بالتزاماتها تجاه تنفيذ أهداف الاتفاقية.

وأوضح السعدي أن "صندوق رعاية وتأهيل المعاقين"، الذي يعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، يولي اهتماماً خاصاً بتقديم الرعاية الصحية والتعليمية اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان حياة كريمة لهم ودمجهم في المجتمع.

وأشار إلى أن المدنيين في اليمن لا يزالون يواجهون تهديدات متزايدة بسبب الهجمات الحوثية على الأحياء السكنية، والتي تشمل استخدام الصواريخ الباليستية والمدفعية والطائرات المسيّرة، فضلاً عن زرع الألغام الأرضية والأجسام المتفجرة في الطرقات والمزارع، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من قتلى ومصابين بإعاقات دائمة، من بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى آثار نفسية واقتصادية جسيمة على المصابين وأسرهم.

وفي سياق التحضير للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المزمع عقدها في دولة قطر خلال نوفمبر المقبل، شدد السفير السعدي على أهمية اتخاذ خطوات عملية لتعزيز الإدماج الكامل والفعّال للأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة في الدول الأقل نمواً والدول التي تمر بصراعات أو ما بعد الصراع، من خلال ضمان فرص متكافئة في التعليم والعمل، وتوفير التقنيات المساعدة، وتعزيز نظم الحماية الاجتماعية.

وأكد أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم الفاعلة يمثل أساساً لتحقيق الأبعاد الاجتماعية لأجندة التنمية المستدامة 2030، مجدداً التزام الحكومة اليمنية بدعم هذه الفئة ورفع المعاناة عنها، وتنفيذ مشاريع تنموية تسهم في تعزيز دورها داخل المجتمع.

وفي ختام كلمته، أشار السعدي إلى الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم، والذي تسبب بخسائر بشرية ومادية فادحة، وارتكبت خلاله قوات الاحتلال جرائم إبادة وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بما فيهم النساء والأطفال، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع.

وطالب السفير السعدي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال ومحاسبة مرتكبيها، والضغط من أجل وقف إطلاق النار بشكل فوري ومستدام، ورفع الحصار عن غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.