المبعوث الأممي: النزاع في اليمن لم يعد معزولًا ويهدد أمن البحر الأحمر

متابعات/ مجال نت

حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من تعقّد الأوضاع الإنسانية في البلاد نتيجة تداخل الأزمة الداخلية مع التصعيد الإقليمي، مؤكدًا أن النزاع اليمني لم يعد معزولًا عن محيطه، بل أصبح جزءًا من توتر أوسع يشمل البحر الأحمر والحرب في غزة.

وفي مقابلة مع صحيفة "الدستور" المصرية، أشار غروندبرغ إلى أن الهجمات الحوثية على مطار بن غوريون والغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء وميناء الحديدة أعادت اليمن إلى قلب التوترات الإقليمية، مما فاقم معاناة المدنيين وهدد استقرار الممرات الملاحية الدولية.

ورأى أن إعلان سلطنة عمان، في 6 مايو/أيار الماضي، بشأن وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين، يمثل فرصة مهمة لتخفيف التصعيد، داعيًا إلى استثمار هذه التهدئة للعودة إلى مسار سلام شامل داخل اليمن، مع إرساء ضمانات إقليمية ودولية لحماية الأمن في البحر الأحمر.

غياب الثقة وتدهور الاقتصاد

أقرّ المبعوث الأممي بأن مسار السلام لا يزال معرقلًا بسبب انعدام الثقة بين الأطراف وتصاعد الخطابات العدائية، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي الذي يهدد بتقويض كل الجهود السياسية والإنسانية.

وقال غروندبرغ: "نعمل على جميع المسارات، لكن القيادة يجب أن تبقى بيد اليمنيين".
وأكد أن هناك أولويات متفقًا عليها، أبرزها وقف إطلاق النار بشكل دائم، وتحسين الوضع المعيشي من خلال دفع الرواتب وتوفير الوقود والخدمات، وبدء عملية سياسية شاملة تُمكِّن اليمنيين من تقرير مستقبلهم.

تحذير من الإجراءات الأحادية

وحول إعادة تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وصف غروندبرغ القرار بأنه "خطوة سيادية أمريكية"، لكنه حذر من أن أي إجراء أحادي لن يسهم في إنهاء الحرب، داعيًا إلى دعم دولي موحد لإنجاح حل سياسي شامل يستند إلى مفاوضات جادة.

الاحتجاز التعسفي يهدد العملية السياسية

ووصف المبعوث الأممي احتجاز الحوثيين لموظفين أمميين وعاملين إنسانيين ودبلوماسيين بأنه "أمر غير مقبول على الإطلاق"، ويعد انتهاكًا لمبادئ الكرامة الإنسانية والقانون الدولي، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد مصداقية العملية السياسية برمتها.

إشراك النساء في السلام

وأكد غروندبرغ أن تغييب النساء عن مسار العملية السلمية يمثل "ثغرة خطيرة"، مشيرًا إلى تواصل مكتبه مع مئات النساء داخل اليمن وخارجه، بهدف ضمان إشراكهن في المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية.

خارطة طريق متعثرة

وعن خارطة الطريق الأممية، أوضح غروندبرغ أن التزامات نهاية عام 2023 شملت وقفًا شاملًا لإطلاق النار ومعالجة التحديات الاقتصادية، لكنها اصطدمت لاحقًا بتصاعد التوتر في البحر الأحمر، ما يؤكد الحاجة إلى مسار سياسي أكثر ثباتًا واستمرارية.

السلام بأيدٍ يمنية

واختتم المبعوث الأممي حديثه بالتأكيد على أن السلام لن يتحقق إلا من خلال انخراط يمني مباشر، مدعوم بإرادة إقليمية ودولية جادة، وخطوات ملموسة تشمل فتح الطرق، وتحقيق التعافي الاقتصادي، وضمان الحقوق الأساسية.

وقال: "اليمنيون لا يطلبون المعجزات، بل مستقبلًا يستطيعون فيه العيش بكرامة، ونحن ملتزمون بالسعي لتحقيق ذلك، بصبر وتصميم".