منفذ الوديعة يختنق بـ #الحجاج_اليمنيين.. تفاصيل المعاناة
في مشهد يتكرر كل عام ويعكس فشلًا إداريًا صارخًا، تكدّس مئات الحجاج اليمنيين في منفذ الوديعة البري، الرابط بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وسط ظروف إنسانية قاسية عرّت الإهمال المزمن من الجهات المسؤولة على الجانبين.
وشهد المنفذ حالة من الفوضى والازدحام الشديد، بعد أن توقفت عشرات الحافلات اليمنية لساعات طويلة بانتظار السماح لها بالعبور، فيما علق مئات الحجاج، بينهم نساء وكبار سن ومرضى، في ظروف مناخية قاسية دون توفر أدنى مقومات الراحة أو السلامة.
وقال شهود عيان إن الحجاج ظلوا لساعات يفترشون الأرض تحت أشعة الشمس اللاهبة، في ظل غياب دورات المياه، والمياه الباردة، ومرافق التهوية، ما تسبب في حالات إعياء وضيق تنفس لدى بعضهم، وسط صمت مريب من الجهات المنظمة للحج.
وطالب الحجاج الجهات اليمنية والسعودية بسرعة التدخل العاجل لحل الأزمة، محملين إياها مسؤولية الإهمال والتقصير المتكرر، متسائلين عن أسباب الفوضى السنوية رغم التكاليف العالية التي يدفعونها، والعائدات الضخمة التي تدرّها عملية الحج عبر هذا المنفذ.
وتحول منفذ الوديعة، الذي يُفترض أن يكون شريانًا إنسانيًا سلسًا، إلى كابوس سنوي للحجاج اليمنيين، في ظل غياب التنسيق المسبق، وسوء التخطيط، وفشل في توفير أبسط الخدمات التي تحفظ كرامة المسافرين وتليق بحجهم.
ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه المعاناة الموسمية مؤشر على أزمة أعمق تتعلق بإدارة المنافذ، وغياب الرقابة، واستسهال التهاون في ملفات تتعلق بحياة الناس وسلامتهم، مطالبين بإصلاحات جذرية قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة.