*من أجل حضرموت.. مسيرة نضال لا تعرف التراجع*

مجال نت

كتب / انس علي باحنان

إنّ العمل الثوري، والنضالي، والتحرري، لا يكتمل أثره ولا يُؤتي ثماره إلا إذا اقترن بالديمومة، والمثابرة، والمضيّ قُدُماً دون كلل أو ملل نحو تحقيق الهدف . وهذا ما يجب أن يتخذه حلف قبائل حضرموت مبدأً ثابتاً، وقاعدةً راسخةً في مسيرته نحو استعادة الحقوق، وانتزاع الكرامة الحضرمية المسلوبة.

لقد مرّت قرابة اسبوعين أو ثلاثة  أسابيع على انطلاقة أولى محطات الحلف في درب النضال الطويل، وكان ذلك في يوم السبت العظيم، ذلك اليوم الذي لبّى فيه الحضارم نداء الواجب، فتوافدوا من كل حدب وصوب إلى الهضبة الحضرمية، مُعبّرين عن تأييدهم، ومباركتهم، ووقوفهم صفاً واحداً خلف كل خطوة تسعى إلى استعادة الحق الحضرمي المغتصب.

ولكن، علينا أن نعي يقيناً أن هذا الحراك، مهما بلغت رمزيته، لا يجوز أن يتوقف أو يركن لما تحقق حتى الآن. فالتراخي في مثل هذه اللحظات الفاصلة، يعني وأد المشروع في مهده، والحكم عليه بالفشل قبل أن يشتد عوده.

لقد دعوت، عقب هذا النجاح الأولي، إلى ضرورة رسم خطة واضحة المعالم، وخارطة طريق مدروسة، تضمن استمرارية العمل النضالي، غير أن شيئاً من ذلك لم يظهر إلى العلن، وإن وُجد في الخفاء، فالله وحده يعلم.

ومن هذا المنطلق، أرى – والرأي أمانة – أن يضع الحلف لنفسه خمسة أهداف مرحلية عاجلة، يجب إنجازها في مدة لا تتجاوز أسبوعين، وهي كما يلي:

أولاً: إعداد رؤية مكتوبة متكاملة لمشروع الحكم المحلي في حضرموت، تُطبع في كتيّب، وتُنشر على أوسع نطاق في مختلف الوسائل الإعلامية والمنصات المجتمعية. ويتطلب ذلك تشكيل فريق عمل من ذوي الاختصاص لإنجاز المهمة بأعلى درجات الدقة والاحتراف ثم إعلان الحكم الذاتي لحضرموت بعده مباشرة كأمر واقع وفقا ولما تتضمنه هذه الرؤية.

ثانياً: تشكيل فريق نوعي للتخاطب مع المجتمع الدولي والإقليمي، ومؤسساته السياسية والحقوقية، بهدف إيصال مظلومية حضرموت، وشرح ما تتعرض له من مؤامرات، واستنهاض الضمائر الحية لطلب العون والسند والعضد في سبيل نصرة القضية الحضرمية العادلة.

ثالثاً: تشكيل لجنة للحوار وجمع الشمل، تتولى مدّ جسور التواصل مع مختلف أطياف المجتمع الحضرمي، وممثلي شرائحه، لتوحيد الصف وخلق جبهة متماسكة، واضحة الأهداف. ولا سبيل أنجح من النزول إلى الميدان، ومخاطبة الناس مباشرة، والاستماع إليهم، وتضمين رؤاهم وهمومهم ضمن المشروع الحضرمي العام.

رابعاً: تشكيل فريق عمل لمجابهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها حضرموت على الصعد السياسية، والأمنية، والعسكرية، ووضع خطط محكمة لردع تلك المخططات وإفشالها بكل الوسائل السلمية والديمقراطية، وبالطرق الحضارية التي تليق بالشعب الحضرمي ووعيه.

خامساً – وهو الأهم: العمل العاجل على تخفيف المعاناة عن أبناء حضرموت، الذين يرزحون تحت وطأة الفقر، وانعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة، وعلى رأسها خدمة الكهرباء، مع اقتراب صيف حضرموت اللاهب. ويجب في هذا الصدد مناشدة منظمات الإغاثة الإنسانية، والمؤسسات الحقوقية، ورجال المال والأعمال وأهل الخير من أبناء حضرموت، بأن يبادروا إلى نجدة إخوتهم المنكوبين، ومدّ يد العون لهم حتى يستعيد هذا الوطن كرامته، ويعود لأهله عزيزاً كريماً، منعّماً بخيراته وهذه النقطة الاخير هي مربط الفرس والتي تلامس هم المواطن بدرجة أساسية وستكون محط تعاطف وتأييده للحلف لان المواطن الحضرمي في هذه المرحلة تهمه لقمة عيش قبل اي شي اخر .

نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير حضرموت، وكرامة أبنائها، واستعادة مجدها السليب.