الهجرة من القرن الإفريقي .. اليمن محطة عبور .. وشبوة وأبين نقطتان لإستقبال وتجميع اللاجئين.
تعد الهجرة من القرن الإفريقي واحدة من أخطر الهجرات البشرية، وأكثرها كثافة وإستمرارية، وبخلاف غيرها من موجات الهجرة التي عادة ماتكون دوافعها وأضحة وموضوعية لايزال المقصد والدافع الحقيقي لهجرة هؤلاء الأفارقة غامضاً بالنسبة لكثير من اليمنيين، حيث تبدو خطوط سير رحلتهم في اليمن "التي يعدونها محطة عبور" مثيرة للريبة والتساؤل، فتارة يتجهون إلى الشرق وتارة أخرى يتعمقون في محافظات الوسط والشمال.
وكما يبدو أن هذا الهجرة ممنهجة تقف خلفها شبكة تهريب دولية متخصصة بالاتجار بالبشر بحسب تقارير أممية، حيث تتولى عملية نقلهم وتوجيههم من نقطة الانطلاق بداية من اثيوبيا وموانئ الصومال، وتجميعهم في نقاط معينة داخل اليمن كانت في السابق بمحافظات اقصى الشمال كصعدة، وحجة، والجوف المحاذية للحدود السعودية، تم إستبدالها عقب إشتداد الحرب وإغلاق السعودية لحدها الجنوبي مع اليمن بنقاط تجميع قريبة من منفذ الوديعة أبين شبوة حضرموت، وتختلف وسائل نقلهم بحسب اتفاقات مسبقة فمنهم من يحظى بوسائل مواصلات مريحة ومنهم من يمشي راجلاً باتجاه المكان المحدد للتجمع.
تتفاوات المراحل العمرية والعلمية للمهاجرين الأفارقة ومايلفت النظر هو أن معظمهم في مقتبل العمر، فتيات وفتية تتراوح اعمارهم بين 18 - 25 عام، يجيدون لغات اجنبية انجليزي، فرنسي، ايطالي، فيما تتباين كذلك معتقداتهم ويشكل النصارى الارثوذكس غالبيتهم .
وفي ذات السياق فان تقارير إستقصائية أجراها صحفيون يمنيون خلال الأعوام الثلاثة الماضية _ يمكن البحث عن تلك التقارير عبر الانترنت في المنصات المتخصصة كمنصة "خيوط"_ أستطاعت أن تزيح الغموض عن هذه الظاهرة، وفسرت ماتحمله هذه الهجرة من مخاطر ومخاوف للمهاحرين، واليمنيين على حد سواء، وبتتبع خيوط الظاهرة من منبعها، في قلب العاصمة الاثيوبية اديس ابابا،
أكدت المعلومات إزدهار شبكات التهريب هناك بفعل عدة عوامل ابرزها حالة الفقر والجمود الإقتصادي بالإضافة إلى الصراعات الاثنية التي تعاني منه اثيوبيا والدول الأفريقية القريبة منها،
حيث خلصت تلك التقارير الاستقصائية الى أن الأسر الاثيوبية تضحي بالغالي والنفيس في سبيل تامين المال الذي يمكن ابناءها من الهجرة، التي غالباً ماتكون اوروبا وامريكا وكندا هي وجهات نهائية لاؤلئك المهاجرون في رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر تودي بحياة الكثير منهم، بينما يتعرض الناجون منهم خصوصاً الفتيات للإستغلال الجنسي، بحسب ماتؤكدة مفوضية شؤون اللاجئين، التي رصدت عدد كبير من حالات الانتهاك في محافظات عديدة ابرزها شبوة .!
خلاصة القول يجب مراعات الجانب الإنساني عند مناقشة ظاهرة المهاجرين، والابتعاد عن المعلومات المضللة التي تهدد حياتهم، كما يجب على السلطات أن تضعهم تحت السيطرة وتوفر لهم الحماية في محطات الاستقبال المؤقتة التي تديرها شبكات التهريب الدولية بشكل غير مباشر بمحافظتي أبين وشبوة، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تتحمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مسؤولياتها تجاه هؤلاء اللاجئين بالتنسيق مع السلطات المحلية لتلافي حدوث كوارث محتملة قد تطرأ في حال أستمرار الوضع القائم وحالة الأمبالة وغض الطرف التي تتبعها الدولة والجهات الأممية وعلى رأسها المفوضية العليا لشؤون اللأجئين في تعاملهم مع هذا الملف الإنساني الحساس.
عبدالرب سيف _ مكتب الإعلام _ أبين .