انعقاد ندوة اقتصادية بمأرب حول الركود الاقتصادي العالمي - آثاره واسبابه

مجال نت

عقدت اليوم في محافظة مأرب ندوة اقتصادية حول الركود الاقتصادي العالمي الآثار والتداعيات المتوقعة على النمو الاقتصادي  في ظل الوضع الراهن، والحروب الدائرة في المنطقة وعدد من دول العالم.

وهدفت الندوة التي نظمتها الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية بمأرب لدراسة أسباب الركود الاقتصادي والأحداث التي أدت إلى ذلك وآثاره المستقبلية ، والتحديات التي تواجه النشاط الاقتصادي والاستثماري، والصعوبات الماثلة المحتاجة إلى تضافر الجهود وتهيئة مناخات الاستقرار.

وفي الندوة التي شارك فيها عدد من المهتمين بالشأن الاقتصادي قدم رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية بجامعة حضرموت البروفيسور محمد صالح الكسادي، ورقة عمل تناول في محورها الأول "القروض في قطاع العقارات" ،وما يعانيه العالم جراء كثرة المعروض وقلة الطلب،وانخفاض صفقات العقارات التجارية،وارتفاع سعر الفائدة  الذي قضى على اكثر من تريليون دولار أمريكي من قيمة العقارات.

وفي المحور الثاني للورقة تناول  "سعر الفائدة المرتفعة" باعتبارها إحدى الأدوات النسبية للسياسة النقدية، وتأثرها بالعوامل الاقتصادية بما فيها التضخم والنمو  الاقتصادي،وهو ما أثر على أسواق العملات والأسهم والسندات، ووضع العالم أمام تحدٍّ حقيقي في مكافحة التضخم ومحاولة إبطائه.

وتناولت الورقة في محورها الثالث"أزمة الأسواق المالية" نتيجة التداخل والتشابك في اقتصاديات العالم في ظل الركود التضخمي الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي،والذي سينتقل بالتبعية إلى اقتصاديات العالم، نتيجة العلاقة العكسية بين السندات وسعر الفائدة،وهو ما ألقى بظلاله على الأسواق الآسيوية المرتبطة بالاقتصاد الأمريكي،وحدوث تراجعات كبيرة في أسواق الشرق الأوسط ،على رأسها السوق الخليجية.

ولفت الكسادي في المحور الرابع من ورقته"التوترات الجيوسياسية المتنامية في الشرق الأوسط وأوروبا" إلى أن الحروب المشتعلة في المنطقة والعالم تشكل بؤرة  الصراع الدولي،والتي أخذت في الاتساع فانهارت فيها دول،ودخلت في صراعات داخلية تغذيها  قوى إقليمية ودولية، وتخلّقت تحولات سياسية في شرق أوروبا نتيجة الحرب الأوكرانية.

وخلصت الورقة إلى أن تلك العوامل جعلت العالم يدخل في أزمة غذاء خانقة، وتهديد أمن الطاقة وسلاسل الإمداد في أوروبا،وتفاقم الخسائر الاقتصادية ، وتباطؤ النمو الاقتصادي في منطقة اليورو،
إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية، والسلع الزراعية خاصة القمح والذرة.
كما امتدت الأضرار إلى قطاع الطيران والسياحة ،وتأثرت قطاعات التصنيع والبنوك والخدمات المالية،وتعمقت أزمات الاقتصاد العالمي في كل يوم.
كما أن الحرب الإسرائيلية الدائرة على غزة وجنوب لبنان، وهجمات الحوثي على السفن في البحر الأحمر، مثلت تهديدات أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية نظرا لارتفاع تكاليف الشحن، والمخاطر العالية التي تتعرض لها السفن في باب المندب والبحر الأحمر.

وأكدت النقاشات والمداخلات التي اثريت بها الندوة على أهمية معالجة الأوضاع الاقتصادية ،وخلق وعي مجتمعي بأهمية الأمن الغذائي ،واستغلال الموارد المتاحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي للبلدان ومنها اليمن التي تمتلك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، التي سيؤدي استغلالها إلى تحقيق الاكتفاء في المواد الأساسية وتخفيف الاحتياج للاستيراد بأسعار باهظة.