أزمة اقتصادية خانقة في مناطق الحوثيين

كتب/ عبدالله قائد

يشكو أصحاب المحلات التجارية في مناطق سيطرة الحوثيين بما فيها أمانة العاصمة صنعاء من ركود وكساد اقتصادي غير مسبوق، حيث أعلنت محلات تجارية الإفلاس منذ بداية العام 2024.

وهبطت أسعار الخضروات والفواكه في مناطق سيطرة الحوثي إلى مستويات قياسية بسبب انعدام السيولة النقدية لدى المواطنين المستهلكين وعجز القدرة الشرائية الناتجة عن قطع الرواتب، ما تسبب بخسارة كبيرة للمزارعين الذين سيجتنبون زراعة هذه المنتجات في السنوات المقبلة تفاديا للخسارة، وهذا سيؤدي إلى البطالة ومضاعفة الفقر.

وبشكل غير مسبوق منذ نحو عقدين، وصل سعر السلة المانجو 1500 ريال، والكيلو الموز 150ريال، والكيلو الطماطم 100 ريال.

وتواصل ميليشيا الحوثي جمع وتكديس الجبايات عن طريق سحب العملة من السوق في صورة جمارك وضرائب وزكاة ورسوم خدمات وتمتنع عن صرف مرتبات الموظفين ليشتروا المحاصيل السوقية، بما يخل من توازن النقد في السوق مع كمية المنتجات الزراعية.

ويتوقع أن ينكمش الإنتاج الزراعي ويتقلص بشكل كبير في الفترة المقبلة جراء الكساد في السوق وعدم التصدير، بالإضافة إلى الألغام والأسلحة الانفجارية في الأراضي الزراعية، ارتفاع أسعار الوقود والبذور والسماد والمبيدات الحشرية؛ وتغير المناخ الفيضانات والسيول والعواصف.

وتسببت ميليشيا الحوثي بتوسيع نطاق الفقر بين السكان، حيث اتخذت سياسات ممنهجة لتعميق الفقر في مناطقها، منها عدم دفع مرتبات مئات الآلاف من الموظفين العموميين، مما ادخلهم في خانة الفقر، فضلا عن تأزيم العلاقات مع المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية، مما دفع بعضها إلى تجميد وتقليص أنشطتها، والبعض الآخر إلى إغلاق مكاتبها، مسببة فقدان الملايين من المحتاجين للمساعدات الغذائية.

وتتفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن يوما بعد آخر بشكل مروع في ظل استمرار الحرب منذ نحو عقد من الزمن وعدم الوصول لتسوية سياسية. ووفقا للمنظمات الأممية والانسانية، بات 4 أخماس اليمنيين يعانون من الفقر؛ وحوالي 21.6 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية وخدمات الحماية الاجتماعية؛ وحوالي 60٪ من المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية بواقع 12.9 مليون، هم من الأطفال؛ و17.6 مليون شخص، أي نصف سكان اليمن، معرضون لخطر الجوع الشديد، ويشمل ذلك 5 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية و2.7 مليون أم حاملة ومرضعة؛ وقرابة 2.4 مليون طفل يعانون من سوء التغذية والتقزم. بالإضافة إلى 4.5 مليون من الأطفال خارج المدارس.

كما أن ربع اليمنيين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، بالاضافة إلى 4.5 مليون نازح يمني، فضلا عن نحو 5 ملايين أو 15% من اليمنيين يعانون الإعاقة؛ ونحو 15.3 مليون لا يصلون إلى مصادر المياه النظيفة أو منتجات تنقية المياه.

نقلا عن قناة اليمن اليوم