خاطرتان من تعز

كتب: عبدالله قائد

 

خلال العقود الماضية، شكلتا تعز وعدن ريادة في التعليم والتمدين، ومثلتا حاضنتين ورافدتين لرواد التغيير الايجابي والانتقال والتحول، وكانتا مبادرتين في مقاومة الظلم والعسف، وضمت فسيفساء متنوعة من مختلف المشارب والألوان السياسية والاجتماعية والثقافية، حيث ذابت فيهما العصبيات ، إلى حد ما، أكثر مما عداها. ومع تضعضع وتفكك الدولة وانهيار الحكومة بشكل متصاعد منذ أزيد من عقد، وتفاقم الأزمة والنزاع الذي آل إلى حرب وصراعات متعددة، نالتا المدينتان نصيبهما من الصراعات والعنف والانقسامات الحادة والتذرر، وصعود مظاهر ل "عصبيات متعددة" كباقي المناطق اليمنية بفعل الاحتراب والصراع وتراكم المظالم.. 
يعلل ابن خلدون في نظريته " العصبية" التي اشتهر بها في “المقدمة”: "أن العنصر الحاسم في تحقيق النصر هو حال العصبية، فالغلب يكون للجانب الذي تكون فيه “عصبية واحدة جامعة لكلهم”، وذلك على حساب الجانب الذي تكون فيه عصائب متعددة، وذلك “لأن العصائب إذا كانت متعددة يقع بينها من التخاذل ما يقع في الوحدان المتفرقين الفاقدين للعصبية.."
***
برغم كل الجراح والنزاعات والانقسامات التي شهدتها تعز، إلا أن المواطنين مازالوا قادرين على التعبير عن آرائهم بالاحتجاج والتجمع السلمي بشكل نسبي، والاحتفال بمكتسباتهم الوطنية ٢٦ سبتمبر و١٤ اكتوبر و ٢٢ مايو، وهذا، بالمقابل، غير متاح وغير مسموح به في مدن مثل صنعاء وعدن..