تقرير حقوقي: انتهاكات ممنهجة تطال الصحفي موسى المليكي بسبب كشفه قضايا فساد في تعز

تعز – خاص

كشف تقرير حقوقي عن تعرّض الصحفي المتخصص في القضايا الإنسانية ومكافحة الفساد موسى المليكي لسلسلة انتهاكات جسيمة وممنهجة، على خلفية نشاطه الصحفي في كشف قضايا الفساد المالي والإداري داخل مؤسسات حكومية وعسكرية بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن.

وأوضح التقرير أن المليكي، الذي يُعد من أبرز الصحفيين الاستقصائيين في المحافظة، واجه خلال سنوات عمله ضغوطًا واسعة شملت الاعتقال القسري، والاختطاف، والتهديد بالتصفية الجسدية، إضافة إلى ملاحقات قضائية وُصفت بـ"الكيدية"، في محاولة لإسكاته ومنعه من مواصلة عمله المهني.

اعتقالات وتهديدات متكررة

وبحسب التقرير، تعرّض المليكي لأكثر من حالة اعتقال واختطاف دون أوامر قضائية قانونية، واحتُجز في أماكن غير رسمية، في انتهاك واضح للدستور اليمني وقانون الصحافة والمطبوعات. كما تلقّى تهديدات مباشرة بسبب تناوله ملفات حساسة تتعلق بالمال العام وسوء الإدارة داخل عدد من المؤسسات الرسمية.

قضايا كيدية واستخدام القضاء كأداة ضغط

وأشار التقرير إلى رفع أكثر من سبع قضايا ضد الصحفي موسى المليكي أمام النيابة العامة، واعتبر ذلك استخدامًا للقضاء كوسيلة للترهيب والضغط على الصحفيين. ولفت إلى أن آخر قضية رُفعت ضده من قبل قيادة محور تعز العسكري، والتي وصلت – بحسب إفادته – إلى المطالبة بإعدامه، على خلفية كشفه قضية فساد كبيرة مرتبطة بعمل المحور.

حملات تحريض وتشهير

وأكد التقرير أن المليكي تعرّض خلال السنوات العشر الماضية لحملات تحريض وتشويه سمعة قادتها شخصيات نافذة في السلطة المحلية بمحافظة تعز، بهدف النيل من سمعته المهنية والاجتماعية وتقويض مصداقيته أمام الرأي العام.

خرق للقوانين الوطنية والمواثيق الدولية

واعتبر التقرير أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا صريحًا للدستور اليمني، لا سيما المادة (42) التي تكفل حرية الرأي والتعبير، إضافة إلى مخالفتها لقانون الصحافة والمطبوعات، وللمواثيق الدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

مطالب بحماية الصحفيين ومحاسبة المتورطين

ودعا التقرير السلطات المختصة إلى الوقف الفوري لجميع أشكال الملاحقة والتهديد بحق الصحفي موسى المليكي، وإسقاط القضايا الكيدية المرفوعة ضده، وفتح تحقيق مستقل وشفاف في حوادث الاختطاف والاعتقال القسري التي تعرّض لها.

كما طالب التقرير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، ونقابات الصحفيين، بتكثيف جهودها لمراقبة وضع حرية الصحافة في محافظة تعز، والعمل على توفير الحماية القانونية والمهنية للصحفيين العاملين في قضايا مكافحة الفساد.

واقع مقلق لحرية الصحافة

واختتم التقرير بالتأكيد على أن استهداف الصحفي موسى المليكي يعكس واقعًا مقلقًا لحرية التعبير والعمل الصحفي في تعز، محذرًا من أن استمرار هذه الانتهاكات دون محاسبة يشجع على الإفلات من العقاب ويقوض مبادئ الشفافية وسيادة القانون.