*اللواء 103 مشاة.. حصن الانضباط والنزاهة في زمن الجبايات والفوضى

في وقتٍ تعصف فيه بالأوضاع الأمنية موجات الفساد والجبايات غير القانونية التي تُثقل كاهل المواطنين، وتستنزف سائقي القواطر والمقطورات في الطرقات، تبرز نقاط اللواء 103 مشاة في مديرية لودر-منطقة- جحين – العرقوب بمحافظة أبين كنموذجٍ مشرق يبعث الأمل في نفوس الناس، ويجسد المعنى الحقيقي للانضباط العسكري والولاء الوطني.

فبينما استسلم البعض لإغراء المال السهل والانجرار وراء الجبايات، اختار أفراد وضباط اللواء 103 مشاة طريق الشرف والكرامة، بقيادة العميد الركن عبدالقادر محمد الجعري، الذي رسّخ في جنوده قيم الانضباط والنزاهة، وذكّرهم بأن الجندي هو درع المواطن لا عبء عليه.
رغم قسوة الظروف، وشحّ الإمكانيات، وانقطاع المرتبات لأشهر طويلة، ظل هؤلاء الأبطال مرابطين في مواقعهم، يؤدّون واجبهم بإخلاص دون أن تمتد أيديهم إلى ما ليس لهم، مؤمنين بأن شرف الخدمة لا يُقاس بما يُعطى من مال، بل بما يُقدَّم من مواقف.

لقد تحوّلت نقاط اللواء 103 إلى رمز للثبات والاحترام، إذ يمرّ عبرها السائقون والمواطنون دون مضايقات أو جبايات، فيشعرون أن هناك من لا يزال يرى في الزي العسكري رمزاً للهيبة والانضباط، لا وسيلة للكسب غير المشروع. هذا السلوك المنضبط أعاد الثقة المفقودة بين المواطن والجندي، وأثبت أن المؤسسة العسكرية ما زالت قادرة على أن تكون الحصن المنيع للوطن متى ما توفر فيها القائد النزيه والقدوة الحسنة.

إن ما يقوم به العميد الركن عبدالقادر محمد الجعري ورجاله من مواقف شريفة يبعث رسالة قوية لكل الوحدات الأمنية والعسكرية في أبين وخارجها، مفادها أن الشرف العسكري لا يُشترى، والولاء للوطن لا يُقاس بالراتب. في زمنٍ كثرت فيه المغريات، اختار رجال اللواء 103 أن يكونوا أوفياء لضميرهم، متمسكين بمبادئهم، مؤمنين بأن خدمة المواطن شرف لا يُقدَّر بثمن.

تحية تقدير واحترام لكل جندي وضابط في اللواء 103 مشاة، الذين صمدوا في وجه الفوضى والفساد، وحافظوا على صورة الجيش الوطني النزيه، ووقفوا إلى جانب الوطن والمواطن، ليبرهنوا أن أبين لا تزال تنجب رجالاً لا تشتريهم المغريات، ولا تُغريهم الفوضى، بل تزرع فيهم الإخلاص حتى آخر لحظة في الميدان.