منوعات
النجم الذي أفل
أي فاجعة هذه التي هوت على قلوبنا فجأة؟ وأي غصّة خنقت صدورنا بلا إنذار؟ لم نصدق الخبر حين سمعناه وظنناها شائعة كغيرها… حتى جاء من لا نكذّبه وهو المهندس ابراهيم محمد راوح ليؤكد لنا الحقيقة المُرة الدكتور وائل مصطفى شكري نائب رئيس جامعة لحج قد رحل عنّا إلى الأبد.
رحل الرجل الذي لم يكن مجرد أكاديمي أو مسؤول، بل كان أباً وصديقاً وملاذاً للطلاب والمحتاجين قبل أن يكون قائداً إدارياً أو نائباً لرئيس جامعة. رحل من كان يحمل همّ التعليم في جامعة لحج على كتفيه ويجعل من معاناة الطلاب معركته اليومية يقاتل لأجل مستقبلهم كأنهم أبناؤه تماماً.
لقد غادر الدكتور وائل دون موعد تاركاً وراءه فراغاً لا يملأ، وجرحاً لا يندمل. كان شجرة باسقة في بستان لحج، يستظل الجميع بظلها ويقطفون من ثمار علمه وتواضعه وكرمه. كان حاضراً في كل فرحةوسنداً في كل محنة لا يردّ سائلًا ولا يغيب عن واجب.
من يعرف الدكتور وائل يعرف أن الحديث عنه لا يكفيه مقال ولا تفيه كلمات. كان صاحب قلب كبير وعقل راجح وابتسامة لا تفارق محياه ومواقف خالدة ستبقى محفورة في ذاكرة كل من عرفه وكل من عبرت حياته بجواره ولو للحظة.
نعم، لقد أفل نجم من نجوم لحج، لكن نوره سيظل مضيئاً في قلوبنا ما دامت هذه الأرض تتنفس المجد والوفاء. ستبقى ذكراك، يا دكتور وائل، نبراساً لكل من يؤمن بأن القيادة ليست سلطة، بل خدمة… وأن التعليم رسالة لا وظيفة.
الدموع لا تكفي والكلمات تقف عاجزة أمام هول المصاب. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
اللهم ارحمه رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناتك واجعل قبره روضةً من رياض الجنة، واجبر قلوبنا في هذا المصاب الجلل.
إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنّا لفراقك يا دكتور وائل لمحزونون.