مقالات

تصاعد التوتر في البحر الأحمر هجوم جديد ينذر بتعقيد المشهد الأمني

مجال نت

مقال نشوان نصر صحفي و باحث سياسي

شهدت مياه البحر الأحمر قبالة سواحل الحديدة اليمنية هجومًا جديدًا على سفينة تجارية في إشارة مقلقة إلى عودة المنطقة إلى بؤرة التوتر العسكري بعد فترة من الهدوء النسبي أعلنت هيئة التجارة البحرية البريطانية عن تفاصيل الهجوم الذي نفذته قوارب صغيرة استخدمت أسلحة خفيفة وقذائف متوسطة مستهدفة السفينة التي كانت تبعد 51 ميلاً بحريًا غربي الحديدة. وقد تلقت الهيئة بلاغًا يفيد بتعرض الطاقم للهجوم ما يثير مخاوف جدية بشأن سلامة الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي.


يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد غير مسبوق في التوترات الجيوسياسية العالمية التي تتجه تدريجيًا نحو منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي فمع استمرار تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي أحدثت اضطرابات كبيرة في أسواق النفط العالمية تحولت هذه الاضطرابات لتلقي بظلالها على البحر الأحمر مشكلةً معادلات جديدة محفوفة بالمخاطر يضاف إلى ذلك استمرار هجمات جماعة الحوثي من اليمن وعودة عمليات القرصنة في القرن الأفريقي مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في الممرات الملاحية الحيوية.


لم تقتصر تداعيات هذا التوتر على الهجمات المباشرة بل امتدت لتؤثر على حركة الملاحة البحرية ففي مؤشر على تزايد المخاطر انخفض عدد ناقلات النفط والغاز المسال المنتظرة في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة وفقًا لما أفادت به منصة مارين ترافيك وعزت المنصة هذا الانخفاض في عدد الناقلات المنتظرة لتفريغ حمولتها من النفط والغاز خلال الأسابيع الأخيرة إلى الضربات الإسرائيلية المفترضة والعقوبات المفروضة على عدة شركات وشخصيات لها علاقة بتجارة المشتقات النفطية.


على الرغم من تباطؤ وتيرة هجمات جماعة الحوثي منذ مايو الماضي لا تزال الجماعة تمثل تهديدًا قائمًا للممرات الملاحية وقد أكد موقع وورلد أتلانتك أنه على الرغم من عدم تسجيل هجمات جديدة ضد ناقلات النفط وسفن الشحن فإن التحذير من تنامي الخطر لا يزال قائمًا وأشار الموقع إلى احتمال إعادة تموضع الحوثيين لجولة جديدة من الهجمات المرتدة على خطوط الملاحة مشددًا على أن استمرار الوجود العسكري في البحر الأحمر وباب المندب ضروري لتأمين الممرات الملاحية عالية الخطورة خاصة في ظل العلاقات الوثيقة للحوثيين مع إيران ويؤكد الموقع على أن باب المندب ومضيق هرمز يشكلان طرفي ممر جيوسياسي واحد مما يجعل أي توتر في أحدهما ينعكس على الآخر.

 


في تطور آخر يثير القلق دعت صحيفة إكسبريس البريطانية إلى خفض الوجود العسكري للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط بسبب أزمة نقص تواجهها القوات البحرية. وأفادت الصحيفة بأن بريطانيا ستخفض مستوى وجودها العسكري في الشرق الأوسط اعتبارًا من الشهر المقبل بسبب نقص الفرقاطات البحرية الملكية. وأضافت أن سفن كشف الألغام التي كانت تشكل وجودًا جويًا وبحريًا طويل الأمد للبحرية البريطانية في الخليج العربي والمحيط الهندي بهدف تعزيز السلام والاستقرار الدائمين ستنهي جولتها الشهر المقبل. هذا التراجع في الوجود العسكري لقوة بحرية كبرى قد يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة وقد يشجع الجهات الفاعلة غير الحكومية على تصعيد هجماتها.
إن تصاعد التوترات في البحر الأحمر وتعدد الجهات الفاعلة التي تهدد الملاحة يفرض تحديًا كبيرًا على الأمن البحري العالمي.

المهرة: تدشين دورة تدريبية بعنوان "أساسيات مهنة المحاماة" لطلاب وخريجي القانون


العميد لبيب العبد يتفقد قوات شرطة الدوريات وأمن الطرق في جبهتي امحلحل وثرة بلودر


مصادر : ترشيح الدكتور فهد الداعري أميناً عاماً لمجلس الوزراء


عاجل/ غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في الحديدة