تقارير خاصة
تقرير أممي: انهيار #العملة يلتهم #اليمنيين
واصل الريال اليمني انهياره المتسارع في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا، في وقت ينشغل فيه مجلس القيادة الرئاسي بصراعات داخلية على المناصب وتقاسم رواتبهم "الدولارية"، بعيدًا عن كارثة الجوع والغلاء التي تفتك بالمواطنين.
ووفقًا لتقرير أممي جديد صادر عن برنامج الغذاء العالمي (WFP)، فإن العملة المحلية فقدت 31% من قيمتها خلال الفترة من يناير وحتى مايو 2025، لتسجل مستويات تاريخية متدنية بلغت 2,525 ريالًا للدولار الواحد في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، وسط تجاهل حكومي مخزٍ واستقالة غير معلنة من إدارة الاقتصاد.
وبينما ينهار الريال ويصعد الجوع إلى السماء، تعيش أروقة الشرعية حالة من الانقسام المقيت، حيث غرق مجلس القيادة الرئاسي المكوّن من ثمانية أعضاء في خلافات متواصلة على تقاسم المناصب داخل هيئة التشاور والمصالحة، فيما تتسرب الرواتب والمكافآت إليهم بالعملة الصعبة دون انقطاع، وكأن البلد لا يحترق.
أما الحكومة، فقد وجدت نفسها أكثر انشغالًا بتوزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب والمكونات، وفق ميزان المحاصصة الذي أطاح بما تبقى من هيبة الدولة، بينما الأسواق تشتعل، والأسعار تنهك الأسر، والناس يُسحقون بين سندان الغلاء ومطرقة الإهمال.
وأكد تقرير الغذاء العالمي أن التدهور المالي في مناطق الشرعية يعود بشكل رئيسي إلى توقف صادرات النفط منذ أكتوبر 2022، وتآكل احتياطي النقد الأجنبي، بالإضافة إلى غياب الإصلاحات وسوء الإدارة. وأشار إلى أن هذا الانهيار المستمر منذ أكثر من عامين، رفع أسعار الغذاء والوقود إلى مستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى تآكل قدرة المواطنين الشرائية وتفاقم الجوع والفقر.
ورغم أن سعر صرف الريال في مناطق الحوثيين ظل ثابتًا عند 534 ريالًا للدولار، إلا أن التقرير أشار إلى وجود مؤشرات تباطؤ اقتصادي حاد هناك أيضًا، نتيجة العزلة المصرفية والتصنيف الأمريكي للجماعة كمنظمة إرهابية.
وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية، تتزايد التحذيرات من انفجار اجتماعي وشيك إذا ما استمر تجاهل السلطة الشرعية لمعاناة الناس، واستمرأ مسؤولوها استلام "الدولارات" على حساب وطن ينهار وشعب يموت وحده، بصمت.