أخبار
حفل اشهار الفلم الوثائقي جريمة في الجزيرة (القتل الجائر على السلاحف) حج
عدن _نائلة هاشم
في جو بهيج، شهدت قاعة فندق فري زون عدن حفل إشهار الفيلم الوثائقي "جريمة في الجزيرة"، بحضور عدد من رواد الإعلام في صناعة الفيلم الوثائقي البيئي، ونخبة من المصورين والممثلين والصحفيين. الفلم جريمة في الجزيرة، الذي تم تصويره في جزيرة العزيزي، حمل في طياته خبايا وأسرار جريمة قتل إحدى الكائنات البحرية اللطيفة، وهي السلحفاة.
وخلال حفل الاشهار، استعرضت الأستاذة منال الشيباني، صانعة و مخرجة الأفلام، أهم الصعوبات التي واجهتهم لإنجاز هذا الفيلم، الذي تم بجهود ذاتية. و أضافت أن الفيلم يعتبر رسالة واضحة لإعلان أهمية النشاط البيئي وأهمية الحفاظ على النظام البيئي من خلال رسائل الوعي للمجتمع للحفاظ على البيئة.
وطالبت بالاهتمام بالمجال البيئي، مؤكدةً أن "المجال البيئي يعني الغذاء والأمن الإنساني، صحة الإنسان تعني حياة الإنسان". كما و أشارت إلى أن هناك ارتفاعا عاليا بمنسوب سطح المياه في عدن، مما قد يؤدي إلى كارثة طبيعية لا يمكن تجاوزها.
و أوضحت أن الفلم تناول حياة السلاحف الكائن الحي الذي يعيش مئات السنين، وما زال الناس يعتقدون أن هذه الحيوانات عبارة عن كائنات جميل للتسلية فقط. ومن الواجب على الجميع أن يعرف أن السلاحف تتغذى من قناديل البحر، وهذه تعتبر مواد سامة قد تقتل الإنسان أثناء السباحة و تضره.
ونوهت في حديثها إلى أن فقدان نوع من أنواع السلاحف و انقراضها يعني فقدان السلسلة الكاملة منها، أي أن تواجد السلاحف مرتبط ارتباطًا كبيرا بوجود الغذاء للإنسان، واضافت بان اختفاء مجموعة الأسماك التي تتغذى معها بنفس السلسلة الغذائية من البحر بسبب تدمير تلك السلسلة الغذائية المترابطة فيما بينهم.
واختتمت كلمتها بتوجيه رسالتين للشباب: الأولى هي توجيه الشباب نحو صناعة الأفلام البيئية الهادفة، والثانية هي نقل رسائل صحيحة إلى المجتمع من خلال هذه الأفلام. وقدمت الشكر لفريق العمل الخاص للفيلم، كدلك لداعم الفيلم، مدير فندق فري زون الأستاذ ثابت قاسم، كما شكرت المشرف العام للفلم مدير عام الطوارئ البيئية المهندس جميل قدسي، و الغواص الاقليمي رامي علي سعد، وكذلك للمصورين والمونتاج وكل من أسهم في إنجاز هذا العمل وإظهاره في هذا المشهد الجميل.
من جانبه، أكد الأستاذ علي جعفر سعيد فارع،مدير التصوير في الفلم، بأن هناك مجموعة من الصعوبات و التحديات التي واجهتهم خلال هذا الفلم، الذي استغرق خمس سنوات من العمل المضني بمجهودات ذاتية، وقال: بدأت عملية تصوير الفيلم من الصفر، وكانت أغلب المشاهد ليلية، وفي متابعة لحياة السلاحف منذ الولادة الى المنشأ والهجرة والعودة من جديد للإباضة كدلك اعمال الاصطياد الجائر عليها.
موكدا على أهمية وجود السلاحف ككائن بحري يحافظ على البقاء والتوازن البيئي، متمنيًا أن توصل الرسالة التوعوية وتحقق الأهداف المرجوة من الفيلم. موجها رسالة إلى الجهات المتخصصة في الحكومة والمجتمع بشكل عام، بأهمية الحفاظ على البيئة لتعزيز التوازن البيئي، حتى لا يحدث أي خلل يتمثل في انقراض بعض سلالات هذه السلاحف.
وأشار إلى أن هذه الحيوانات تعاني من الجريمة وقتلها المتعمد و الجائر، متمنيًا التوفيق لفريق العمل في هذا الفيلم.
من جانب آخر، عبر الأستاذ رشيدي محمود الرشيدي، إعلامي وباحث متخصص في شؤون الصيادين والأحياء البحرية في خليج عدن، عن سعادته بما شاهده في هذا الفيلم الرائع، خصوصًا أنه تناول موضوعًا حيويًا وهو الصيد الجائر للسلاحف، وما تشكله هذه الكائنات البحرية من توازن بيئي في الأحياء البحرية والبيئية.
وقال: "للأسف الشديد، نرى في الآونة الأخيرة قلة الوعي تنتشر بين الصيادين من غير أبناء منطقة عمران ورأس عمران، مشيرا الى جزيرة العزيزية موطن السلاحف، حيث يقوم الصيادون باصطياد السلاحف و ذبحها وتقديمها وجبات غذائية في المطاعم البحرية". و أضاف أن هذا يرجع إلى قلة الوعي من هؤلاء الصيادين بأهمية الحفاظ على الكائنات البحرية للحفاظ على البيئة، مما أدى إلى تراجع في أعداد السلاحف في مناطق توالدها نتيجة هذا الاصطياد الجائر.
وحذر من أن هناك أنواعًا من السلاحف، مثل السلاحف ذات المنقار الناري، التي تؤثر على صحة الإنسان ونشاطه. وطالب بتفعيل وحماية جزيرة العزيزية، خصوصًا بعد إعلانها محمية، حفاظًا على انقراض بعض أنواع تلك السلاحف والأحياء البحرية الأخرى.
نال الفلم استحسان الحاضرين... ويلي دلك فتح باب النقاش بين الحاضرين لمعرفة استنتاجات الفيلم من ناحية التصوير والمناظر والمشاهد، حيث تبادل الحضور آراءهم حول الجوانب الفنية و التصويرية التي تميز بها الفيلم، مثل جودة التصوير الليلي للحياة البحرية، وتصوير مشاهد الاصطياد الجائر للسلاحف، وكيفية تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التوازن البيئي.
كما ناقش الحاضرون كيفية استخدام تقنيات التصوير المختلفة لإبراز الرسالة التوعوية للفيلم، وكيفية تأثير هذه التقنيات على إيصال الفكرة الرئيسية للفلم إلى المشاهدين. وتم التأكيد على أهمية الدقة في التصوير والاهتمام بالتفاصيل لإنتاج فلم وثائقي يعكس الواقع بشكل دقيق ومؤثر.
وفي ختام النقاش، تم الاتفاق على أن الفلم يمثل إضافة قيمة للمكتبة الوثائقية البحرية والبيئية، وأنه يساهم في رفع الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البحرية والتوازن البيئي...متمنيا ان يدخل الفلم ويشارك في مهرجانات اقليمية و دولية.