أخبار
كلمة رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب الاول في تعز والتي القيت في فعاليات اختتام المؤتمر الأول للشباب بتعز
الجبري "التهمت الحرب عشر سنوات من عمر اليمن ، وكادت إن تسرق اعمار الشباب ، لولا صمودهم وإرادتهم
نص الكلمة
صباحٌ تتزيّن به تعز اليوم بوهج شبابها المتقد، وبعنفوان إرادتهم الصلبة، المفعمة بالإصرار والتحدي، لمجابهة كل الصعاب. صباحٌ تُحلّق فيه الأحلام الشبابية على قمم صبر، والحُجرية، وشرعب، وشمير، وماوية، والوازعية، وتلامس فيه نسمات البحر في المخا وذو باب. صباح يفوح بشذى المشاقر، وبأغاني أيوب طارش، وترانيم عبدالباسط عبسي، وتاريخ مآذن الأشرفية والمظفر، وشموخ قلعة القاهرة.
نرحب بكم جميعاً في محافظةٍ لم تكن يومًا على هامش التاريخ، بل كانت في صدارة المشهد الوطني، صانعةً للتحولات، ورائدةً للتغيير، وحاضنةً للمشروع الجمهوري. من هذه الأرض خرج الرعيل الأول من أبطال الثورة وقادة الجمهورية: النعمان، وعبدالغني مطهر، وعبد الغني حاميم، وعلي محمد سعيد، وعبود الشرعبي، واحتضنت مناضلي ثورة 14 أكتوبر ، ومن هنا أيضًا انطلقت الحركة السياسية والفكرية بمختلف تياراتها، وأنجبت تعز رموزًا بارزة مثل عبدالفتاح إسماعيل، وعبده محمد المخلافي، وعيسى محمد سيف وعبدالعزيز عبدالغني .
كما ساهمت في النهوض الاقتصادي من خلال أعلام المال والأعمال: مجموعة هائل سعيد أنعم، الشيباني، إخوان ثابت، الحروي، توفيق عبدالرحيم، ويوسف الكريمي.
وقدّمت تعز للوطن كوكبة من الشهداء الأبرار، من أمثال عبد الرقيب عبدالوهاب، ومحمد مهيوب الوحش، وعدنان الحمادي، ومحمد العوني، وقوافل لا تنتهي من الأحرار والمناضلين. وأثرت الحياة الأدبية والثقافية بأسماء عظيمة كعبدالله عبدالوهاب نعمان، محمد عبدالولي،
وعبدالله سلام ناجي والكثير .
وهي محافظة قدمت المرأة إلى جانب الرجل في مختلف الميادين، فكانت ولا تزال المرأة التعزية في طليعة النضال الوطني والسياسي والحقوقي والثقافي، بدءًا من أول وزيرة في اليمن الدكتورة وهيبة فارع، وأمة العليم السوسوة، إلى توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، مرورًا بأسماء بارزة في المشهد الوطني مثل أروى عثمان، نادية السقاف، الدكتورة ألفت الدبعي، والحقوقية القاضية إشراق المقطري، وأ. وداد البدوي Al Badwi وغيرهن الكثير ممن لا يتسع المقام لذكرهن.
ان هذا الإرث والمخزون الحضاري والتنموي الذي تكتنزه تعز لا يمكن الا ان يمدها بأسباب النهوض اتصالا وامتداد أصيل للقيم الرفيعة والغايات النبيلة، مهما تراكمت وتعاظمت الصعاب والتحديات. فقد سطر شباب محافظة تعز بطولات ملحمية في الدفاع عن الثورة والجمهورية والشرعية، ومواجهة الانقلاب الحوثي الإمامي السلالي العنصري المتخلف، وصمد شبابها في الجبهات الإعلامية والحقوقية والإنسانية، مقدمين تضحيات لا يمكن انكارها او القفز عليها، وها هي اليوم تتوج كل تلك الجهود والتضحيات بصورة جمعية تعددية وديمقراطية، لتناقش مشاكلها واحتياجاتها وحقوقها، من خلال المؤتمر الأول للشباب الذي ندشن اليوم جلسته الافتتاحية بحضوركم الكريم.
الحاضرون جميعًا:
ان هذا الحدث الاستثنائي الذي تشكل في زمن الحرب والحصار لم يكن وليد الصدفة، أو نتاج لحظة طارئة أو انفعال عابر، بل ثمرة جهد شاق استمر لأكثر من عام ونصف، من العمل الدؤوب، والتواصل المفتوح مع كل القوى الفاعلة من سلطة محلية، وأحزاب سياسية، ومنظمات مجتمع مدني، ومؤسسات إعلامية، ومبادرات شبابية. أكثر من 35 فعالية ونشاط سبقوا هذا اليوم، ناقش فيها الشباب كل القضايا المصيرية: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، وحقوقية، من أجل الوصول إلى هذه اللحظة الجامعة. وها هي تعز الشابة، بأريافها وسواحلها ومدنها، تجتمع اليوم بكل أطيافها، وتنوعها، وتطلعاتها، ليرتقي صوت الشباب فوق كل التحديات، ويشكل لوحة تعزية رائعة تعبّر عن التناغم والانتماء والتكامل.
الأعزاء والعزيزات:
لقد التهمت الحرب عشر سنوات من عمر اليمن، وكادت أن تسرق أعمار الشباب، لولا صمودهم وإرادتهم. واليوم، ندعو إلى تحويل هذا التهديد إلى فرصة، من خلال العمل الجماعي، والاستثمار في قدرات الشباب، والتفاعل مع أدوات العصر، وبناء الشراكات مع الدولة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمانحين الدوليين.
ومن هنا، يضع المؤتمر الأول للشباب في تعز على جدول أعماله، هدفًا رئيسيًا يتمثل في تمكين الشباب من الإبداع، وتوفير مساحات آمنة لتطوير طاقاتهم في مجالات التعليم، والاقتصاد، والثقافة، والفن، والرياضة. كما نسعى إلى تحديث منظومتنا التعليمية، وتعزيز حضور الشباب في القرار الوطني، والتصدي لمشاريع الإقصاء والتضليل والتجهيل. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال دمج الشباب في مؤسسات الدولة، وتفعيل مشاركتهم السياسية والمدنية، وتوفير البنية التحتية لنهضتهم، من خلال المراكز والمعاهد والجامعات، والأندية الرياضية، والمشاريع ذات الأثر التنموي الحقيقي.
الحاضرون جميعًا:
إن تغييب الشباب، أو تهميشهم، تحت ذرائع نقص الخبرة، لم يعد مبررًا. وعلينا جميعاً تحمل مسؤولياتنا تجاه اشراك الشباب، وتوفير البيئة القانونية والسياسية والمؤسسية لتأهيلهم، والوفاء بالالتزامات الدولية تجاه حقوقهم، وتمكينهم من رسم مسار السلام والتنمية، وبناء اليمن الاتحادي، الذي يستحقه الجميع. كما ان الرهان على تنمية وتطوير قدرات ومهارات الشباب هو الرهان الأكثر تأثيرا وحسما في معادلة الحرب والسلام والتغلب على مشاريع الاستبداد والاستعلاء السلالي، وتجاوز كل مخلفات الحرب واثارها وتداعيتها على مستوى الدولة والمجتمع.
الأعزاء والعزيزات الحاضرون جميعًا:
لا يفوتنا هنا ان نتوجه بالشكر والعرفان، لكل الفاعلين والداعمين والمساندين لإنجاح المؤتمر الأول للشباب منذ لحظاته الاولى، وحتى هذه اللحظة، وفي مقدمتهم قيادة وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية، ومكتب الشباب والرياضة، والمنظمات المحلية والدولية وفي مقدمتهم مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية التي تبنت دعم وتمويل تنفيذ هذا المؤتمر بشراكة مع السفارة الفرنسية .
أخيرًا تحية وسلام للشهداء الأبطال، والجرحى الميامين، والجنود المجهولين في كل جبهات العزة والانتصار لليمن الاتحادي الكبير.
والسلام عليكم ورجمة الله وبركاته.
#المؤتمر_الاول_للشباب_تعز
#تنمية_يقودها_الشباب