مقالات

تحية للشيخ حمود سعيد المخلافي... ربانُ السفينة في زمن الغرق

مجال نت

فتحي أبو النصر

طبعا لم يكن مشهد اللقاء التشاوري لقيادات المقاومة الشعبية في تعز مجرد فعالية عابرة، بل كان صفعة مُدوية على وجه الاستسلام، ونقطة مضيئة تُعيد رسم خارطة الخلاص في زمن التصدع.
وفي قلب هذا المشهد، وقف رجل يُشبه الفكرة قبل أن يكون جسدا: 
رجل يُحسن الإصغاء لنداء الأرض ويُتقن القراءة في وجوه البسطاء..
الشيخ حمود سعيد المخلافي، رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، بوصلة التحرير الذي لم ينكسر، ومهندس الإرادة والذي كان وصوله إلى هذه المكانة ليس مُحصلة مناصب ولا رتبة عسكري فقط ، بل حصاد كرامة مبذولة على مدى سنوات، ووفاء صادق لا يتزحزح لقضية شعب يقاوم الطغيان الإمامي بكل أشكاله. 
وتذكروا حين خذلت النخبةُ الميدان، كان هو وصحبه يخطون خرائط الدفاع عن الكرامة بالدم، لا بالحبر. فيما يده كانت على الزناد، وعينه على الوطن.

في تعز قبل امس، إذ تشقرت الشمس لأول مرة بعد غياب طويل، التقى المقاومون من كل الأقاليم اليمنية؛ من الإقليم الشرقي ممثلا بوفد يترأسه قائد مجلس مقاومة شبوة، ومن إقليم سبأ بوجوه مقاتلة خبِرت أرض مأرب والجوف، ومن إقليم آزال برموز نادرة لا تزال ترفع راية الجمهورية، ومن تهامة بكل ثقلها الشعبي المقاوم، ومن إقليم عدن بمقاومين صلبين على رأسهم الشيخ الصبيحي نائب رئيس المجلس الأعلى للمقاومة، ومن إقليم الجند بقلوب تنبض من أجل الجمهورية.

في الحقيقة كان الحضور زاخرا بالشخصيات الاجتماعية المؤثرة، وقيادات المقاومة الميدانية، ورؤوس القبائل الحرة، وناشطي الكرامة، وصوت اليمن كله في طيفه الوطني.

على إن الشيخ حمود لم يكن فقط المنسق، بل الضامن الروحي لوحدة البنادق، والرافض الأصيل لكل مشاريع الزيدية الكهنوتية من أجل الالتفاف على حلم الدولة الجمهورية. 
ولقد رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، الشيخ حمود سعيد المخلافي، حضر اللقاء بكلمة ألقاها عبر الاتصال المرئي، مطالبا مجالس المقاومة الشعبية في المحافظات بالبحث بأفضل الآليات التي يجب اعتمادها في المرحلة القادمة لتفعيل دور المقاومة والارتقاء بها إلى مستوى الطموح المنشود الذي يعبر عن الشعب اليمني.

كما نبه إلى الفرص السانحة أمام معارك التحرير التي كلما لاحت في الأفق "يهب الشعب ليعبر عن جاهزيته ونفيره في إطار المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، لدعم الجيش الوطني" مشيرا إلى أن المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا يرتقبون على أحر من الجمر معركة التحرير.

وقال إن المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، حريص على العمل الميداني والعمل السياسي الذي يعزز القدرات النوعية للمقاومة الشعبية وتأمين عدة المواجهة المحتومة مع الانقلابيين، مؤكداً بأن الإيمان المطلق بحق الشعب في الحرية، هو الأساس في معركة استعادة الدولة.

ومذكرا بالمعارك الشرسة التي خاضتها المقاومة الشعبية داخل مدينة تعز ومحيطها في أيامها الأولى، والتي  تكللت بالنصر «رغم شحة الإمكانيات وقلة الخبرة ورغم القوة الضاربة والثلاثة عشر لواء التي هاجمت تعز وحاصرتها من جميع الاتجاهات مدعومة بكتائب الموت والوحدات الخاصة بالانقلابيين.
وشدد رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، بأن الحل الجذري لمشاكل اليمن، بما في ذلك المخاطر الأمنية التي تحيط بالإقليم والمنطقة العربية وتهديدات الملاحة الدولية، يكمن في إنهاء الانقلاب ونزع سلاح المليشيات الح..وثية الإرهابية المدعومة من إيران.
في البيان الختامي شددت مجالس المقاومة الشعبية في المحافظات جاهزيتها لإسناد الجيش الوطني لاستكمال معركة التحرير.

ودعا المجلس الأعلى للمقاومة إلى إيجاد مبادرات خلاقة تساهم في تحرير البلاد من جماعة الحوثي، كما طالب جميع القوى السياسية والمكونات الوطنية والتشكيلات المسلحة إلى مراجعة مواقفها والانخراط في اصطفاف وطني يجعل من معركة إنهاء الانقلاب الحوثي؛ الحد الأدنى لشراكة وطنية تليق بعظمة الشعب اليمني وتضحياته.

في الحقيقة كان حضوره يختصر معركة طويلة من التضحية، ومعه تتذكر المقاومة كيف انطلقت فجأة ذات ليلة، حين كان الكل يتفرج، وكانت تعز تنزف... فهب الشيخ مع رفاقه دون ضوء، ولا ميزانيات، ولا دعم سياسي، ليكونوا حائط اليمن الجمهوري الأول.

واليوم، وهو يُحيي روح المقاومة بتنظيم صفوفها، يُثبت أن الثورة ليست لحظة انفجار فحسب، بل مسار طويل يتطلب صبر القادة وحكمة المُلهمين.
كذلك لم يكن الشيخ ينتظر قرارا أمميا ولا ضغطا إقليميا ليجمع الصفوف. 
فعلها لأنه يؤمن أن اليمن لا يمكن أن يُقاد من خارج إرادته، ولا يمكن لسكين الولاية أن تكون قدرا لا مفر منه.

بل في زمن الاستسلام الناعم، تأتي المقاومة الشعبية كأنشودة نقية، والشيخ حمود المخلافي صوتها الأجهر.

الرجل الذي لا يُتقن الخطابات الرنانة، لكنه يُتقن صناعة المواقف.
الرجل الذي لم يُراهن يوماً على موائد التسوية المزيّفة، بل على إرادة الناس، على المقاتلين الذين خَبِروا ميادين العز، وعلى صرخة طفل من تعز أو حجة أو الضالع تقول "لن نعود للوراء".

لذلك فهي التحية لك أيها القائد الصادق، لأنك لم تُساوم على الدم، ولم تُبرّد القضية بنصوص الاتفاقات.
التحية لك لأنك ترفع رأس الشعب لا اسمك، وتستحضر اليمن في كل خطوة، لا المكاسب الشخصية.

وحين نكتب عنك، نحن لا نُؤرخ لرجل، بل لمسار من النُبل والثبات والكرامة. 
وحين نُصغي إليك، نحن نسمع اليمن يتكلم بصدق، بلا خوف، وبلا ترد..

لذلك سيحفظك التاريخ، كما حفظ الأحرار، وكما تحفظك عيوننا التي لم تيأس بعد.

فيا شيخ المقاومة... دمت شوكة في حلق الإمامة، وبوصلة للكرامة، وسارية وطن لا تنكسر.!
وأما من يكرهوك ايها الجمهوري الاصيل فهم ببساطة شديدة من أرادوا سقوط تعز تماما بيد المليشيات الحوثية الكهنوتية ذات الولاية.

عدن..مقتل شخص باندلاع معركة بين قوات امنية


نائب محافظ عدن يشرف على تسليم موقع مشروع البنية التحتية للصرف الصحي (خط الكراع – محطة المعالجة في العريش)


مواجهات عنيفة في تعز تكبد الحوثيين خسائر فادحة


#تشيلسي يعود إلى دوري أبطال أوروبا بعد فوزه على فورست