تقارير خاصة
ظهور اللواء الصبيحي في مكه
ظهر وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي يوم أمس في باحة الحرم المكي مرتديا لباس الإحرام ويرافقاه ضباط من الحرس الملكي أثناء تأديته لمناسك العمره .
منذ اطلاق سراحه من الأسر، أختار الصبيحي مسقط راسه في منطقة هويرب بمديرية راس العاره كمقر ومستقر شبه دائم له، فلم يبارحه إلا فيما ندر في رحلات داخليه وخارجيه محدودة علاجيه ومناسبات اجتماعيه ، مخيبا لكل التوقعات والتكهنات التي كانت تشير إلى أن استقراره سيكون في العاصمة عدن أو المملكه العربية السعودية أو روسيا أو أمريكا .
لم يكن اختيار الصبيحي لمسقط راسه المنطقة النائيه قرارا اعتباطيا مقارنه بمكانته السياسيه والاجتماعيه والتي اكدتها وبرهنتها تلك الحشود البشرية والتي جعلت من منطقة هويرب اشبه بمزار مقدس ولم تتوقف إلى بمغادرة الصبيحي إلى دولة الهند في رحلة علاجيه.
مثلما أراد الصبيحي أن ينأى بنفسه عن عن التجاذبات والشحن السياسي واحتسابه على طرف سياسي معين، وذلك باختياره مسقط راسه المنطقة النائيه ، إلا أن القدر والذي لا مفر منه جعل كل احداث العالم تتجمع إلى منطقته المطله على الشريط الساحلي الغربي المحاذي لمضيق باب المندب ، حيث تجمعت المدمرات والبوارج الحربية والطائرات الحربية والمسيره والصواريخ البالستية والفرط صوتية ،وجعلت تلك المنطقة العالم يقف على قدم واحده ،بينما يقف على ضفاف الساحل الصبيحي كحكم ساحة لمباراة دوليه غير محددة الزمن !.
تضاربت التحليلات والتأويلات عن الموقع السياسي أو العسكري الذي سيشغله الصبيحي عقب خروجه من الاسر ، فهناك من التحليلات من رأت إلى أن شخصية الصبيحي ستكون الشخصية التوافقيه شمالا وجنوبا لإدارة البلد بنظام حكم فيدرالي ،وذهب البعض إلى الصبيحي سيكون خلفا للعليمي القيادة المجلس الرئاسي ، وهناك من قال بأن اطلاق الصبيحي كان مشروطا من قبل الحوثيون بعدم توليه أي منصب سياسي أو عسكري مستقبلا .
فمثلما كانت الولايات المتحده الأمريكية والغرب يستخدمون الحوثيون كأداة ابتزاز للمملكة العربية السعودية قائدة تحالف دعم الحكومة الشرعية طيلة العقد ، واوقفت القوات الشرعية والتحالف من اقتحام محافظة الحديدة باتفاق هلامي اطلق عليه اتفاق استوكهولم، فقد دارت الأحداث وتطورت الأحداث عالمياً وانقلبت الايه والسحر على الساحر ، فقد أصبح الحوثيون بمثابة عظم في حنجرة باب المندب للولايات المتحده والغرب، بينما نأت المملكه العربية السعودية بنفسها واصبحت واقفه موقف الحياد وتسعى إلى الخروج من فخ اليمن بأي اتفاق مهما كانت بنوده وشروطه وتكلفته الباهضه في ظل ضغط امريكي غربي على المملكه لتأجيل تنفيذ أي اتفاق إن لم تستطيع إفشاله وذلك لضمان بقاء المملكه في تحالف دعم الشرعية واجبارها في حالة فشل اي اتفاق او تسويه سياسيه للمشاركة في الصراع مع الحوثيين والذي يراه الكثير بأنهم مجرد اداة بيد إيران وروسيا والصين في باب المندب.
ظهور الصبيحي في عمرة مكه في هذا التوقيت وسط حراسه امنية مشدده في ظل حراك سياسي تشهده المملكه العربية السعودية الخاص بالملف اليمني ، وفي الجهه الأخرى يشهد باب المندب صراع وصدام دولي معلوم البداية ومجهول النهايه، فهل يكون حج الصبيحي في باب المندب عقب عمرته بمكه، بصفته شخصيه تحضى بثقل اجتماعي جارف قادر أن يخرج عظمة الحوثي من حنجرة باب المندب ؟!.