اليوم.. انقلاب حوثي على ما تبقى من الدولة

اعلن عبد الملك الحوثي، أمس الثلاثاء، عزمه بدء تغيير وصفه بـ "الجذري" في السلطات التابعة لجماعته بمناطق سيطرتها في اليمن.

وألمح الحوثي إلى أن التغييرات التي ستعلن مساء اليوم  ستشمل إقالة مسؤولين في الحكومة التي شكلها سابقا.

ويرى الصحفي عدنان الجبرني أن التغيير الذي يتجه إليه الحوثي، هي سلسلة من الإجراءات الممتدة لسنوات والتي تهدف في النهاية لاستكمال صناعة "الولي الفقيه الصغير" في صنعاء، وإعادة تشكيل الدولة والمجتمع وفقا لتصور الحوثي وجماعته واستجابة لما قدمه مستشارون إيرانيون ولبنانيون ضمن "محور المقاومة" لتوطيد حكم الجماعة.

سيبدأ الحوثي إجراءاته، والمتوقع أن يعلنها اليوم الأربعاء، في احتفال جماعته "بالمولد النبوي"، بتغييرات قد تلامس جزءً من واقع الناس، بمثابة طُعم، ليمهد لقبول نسبي في الشارع، حول الشعار الجديد والمرحلة "التغيير الجذري" تمهيداً لقادم الخطوات والمراحل التي يريد أن يغيّر من خلالها وجه اليمن في مناطق سلطته، وهي خطوات قد تخلق أيضا تحديات هائلة في طريق أي جهود قادمة للسلام والمصالحة بين اليمنيين وإنهاء دورة العنف التي لم تتوقف منذ نشأة الجماعة قبل نحو عقدين.

"التغيير الجذري" هو بمثابة إعلان ضيق الحوثيين بالدولة وتقاليدها وإفصاح عن رغبتهم في صَهر ما تبقى من هياكل الدولة في جوف الجماعة، وإعادة تصميمها بطريقتهم وبما يتيح للجماعة فعل كل ما تريده دون أن تحتاج إلى أحد من "الطابور الخامس والمنافقين" الذين يتواجدون في مؤسسات الدولة استنادا لقوانين ودستور الجمهورية اليمنية وتراكمات بناء الدولة منذ فجر الجمهورية مطلع الستينيات، وستشمل في طريقها كأشخاص، التخلص من كوادر المؤتمر وما تبقى من كوادر بيروقراطية بعد أن تخلصت الجماعة من الإصلاحيين ومعظم كادر الدولة بحجة العدوان.